احضر باحث خمسة قرود، ووضعها في قفص! وعلّق في منتصف القفص حُزمة موز، وضع تحتها سُلّماً. بعد مدة قصيرة !!!!!! وجد أن قرداً ما من المجموعة اعتلي السُّلم محاولاً الوصول إلى الموز. ما أن وضع يده على الموز، حتى أطلق الباحث رشاشاً من الماء البارد على القردة الأربعة الباقين وأرعبهم!! بعد قليل حاول قرد آخر أن يعتلي نفس السُّلم ليصل إلى الموز كرِّرالباحث نفس العملية ، رُش القردة الباقين بالماء البارد. كرِّر العملية أكثر من مرة!
لننظر إلى تتابع تجربته من خلال تسجيله التجربة وملاحظاته
بعد فترة وجدنا أنه ما أن يُحاول أي قرد أن يعتلي السُّلم للوصول إلى الموز ستمنعه المجموعة خوفاً من الماء البارد.
الآن
سنبعد الماء البارد، ونخرج قرداً من الخمسة إلى خارج القفص، ونضع مكانه قرداً جديداً (لنسميه سعدان) لم يُعاصر ولم يُشاهد رَش الماء البارد. سرعان ما سيذهب سعدان إلى السُّلم لقطف الموز، حينها ستهب مجموعة القردة المرعوبة من الماء البارد لمنعه وستهاجمه. بعد أكثر من محاولة سيتعلم سعدان أنه إن حاول قطف الموز
سينال
( عَلْقَة ً قِردَانيّة ) من باقي أفراد المجموعة !
الآن سنخرج قرداً آخر ممن عاصروا حوادث شر الماء البارد (غير القرد سعدان)، وندخل قرداً جديداً عوضاً عنه. ستجد أن نفس المشهد السابق سيتكرر من جديد.
القرد الجديد يذهب إلى الموز، والقردة الباقية تنهال عليه ضرباً لمنعه، بما فيهم سعدان على الرغم من أنه لم يُعاصِر رش الماء، ولا يدري لماذا ضربوه في السابق، كل ما هناك
أنه تعلم أن لمس الموز يعني (عَلْقَة) على يد المجموعة. لذلك ستجده يُشارك، رُبما بحماس أكثر من غيره بكَيل اللّكمات والصفعات للقرد الجديد
( ربما تعويضاً عن حُرقَة قلبه حين ضربوه هو أيضاً (
سنستمر بتكرار نفس الموضوع، ونخرج قرداً ممن عاصروا حوادث رش الماء، ونضع قرداً جديداً، وسيتكرر نفس الموقف. سنكرر هذا الأمر إلى أن تستبدل كل المجموعة القديمة ممن تعرضوا لرش الماء بقرود جديدة!
في النهاية
.
.
.
سنجد أن القردة ستستمر تنهال ضرباً على كُل من يجرُؤ على الاقتراب من السُّلم.
لماذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لا أحد منهم يدري!!!!!!!!!!!!!
لكن هذا ما وَجدَت المجموعة نفسها عليه منذ أن جاءت !
هذه القصة ليست على سبيل الدُّعابة
... وإنما هي من دروس علم تطوير الذات الحديثة
لينظر كُل واحد منكم إلى محيطه .. عمله .. بيته ..
. كَم من القوانين والإجراءات المُطبقة، تُطبّق بنفس الطريقة وبنفس الأسلوب البيروقراطي غير المُقنِع منذ الأزل، ولا يجرؤ أحد على السؤال لماذا يا تُرى تُطبق بهذه الطريقة؟ بل سيجد أن الكثير ممن يعملون معه وعلى الرغم من أنهم لايعلمون سبب تطبيقها بهذه الطريقة يستميتون في الدفاع عنها وإبقائها على حالها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق