الأحد، 11 أبريل 2010

نعل الملك

http://i40.tinypic.com/mb1nwz.jpg


يحكى أن ملكاً كان يحكم دولة واسعة جداً
أراد هذا الملك يوما القيام برحلة برية طويلة
وخلال عودته
وجد أن أقدامه تورمت بسبب المشي في الطرق الوعرة
فأصدر مرسوماً يقضي
بتغطية كل شوارع مدينته بالجلد
ولكن احد مستشاريه أشار عليه برأي أفضل
وهو عمل قطعة جلد صغيرة تحت قدمي الملك فقط
فكانت هذه بداية نعل الأحذية
إذا أردت أن تعيش سعيدا في العالم
فلا تحاول تغيير كل العالم
بل أعمل التغيير في نفسك ومن ثم حاول تغيير العالم بأسره

حوار بيــن العقل و القلب

http://i39.tinypic.com/2lx4wp.jpg


العقل :
أنا الأهم أكيد لأني أفكر.. وأبدع .. وأتصور.. وأستنتج ..
وحتى مكاني فيه شموخ لأني في رأس الإنسان .. وأنت اذا كلمت شخص تطالع راسه ما تطالع بطنه أو قلبه ..
القلب:
تقصد تقول اني أنا الأهم,, لأن الدم اللي يوصلك ويحرك خلاياك مني أنا
أنا اللي لي الفضل في تفكيرك
أنا أحس.. وأنبض .. وأحب .. وأشتاق

العقل:
من غيري انت قلب مجنون
القلب:
ومن غيري إنت عقل مجرد من المشاعر .. ما عندك احساس

العقل:
ومين اللي محتاج المشاعر في هالوقت ؟؟
حنا في زمن سرعه وتطور.. عصر الكمبيوتر والصواريخ والقوه
هذا الزمن زمني أنا .. ما عاد لك فيه مكان
أنا تركتك هناك .. عند قيس وليلى يشبعون منك
تكفى وش اللي جاهم منك الا الغثا وعوار الراس ؟؟
هي تزوجت واحد ثاني وهو انهبل وصار يدوج بالبراري
وش نفعتهم فيه يوم حكموك عليهم ؟؟
القلب:
كل التطور اللي تقول عليه هذا ما يغني عن لحظة مشاعر صادقه
اذا انكرتني بتكون غبي
عقل الشاعر في قلبه .. عقل الفنان في إحساسه
قول لي مين ما يعرف قيس ؟؟ وليش عرفوه ؟؟ عرفوه لأنه حب من قلب موب من عقل !!
يمكن يكون أعطى قلبه أكثر من اللي يتحمله لكنه أبدع في النهايه ملا الدنيا أشعار وكان أجمل مثال للوفاء

العقل :
بلا خرابيط فاضيه!! حب وشعر ووفاء !!
الإنسان من غير عقل ماله الا مسمى واحد بس مهما اختلفت أشكاله
( اهبـــــــــــل )!!!
القلب :
وطيب عمرك شفت إنسان يعيش أصلا من غير قلب !!!!
بدون قلب يكون الإنسان ببساطه
(ميـــــــــــت )

العقل:
أقبل أموت وأنا عاقل وذكي بس أرفض أعيش أهبـــــــل ..!!!!
القلب:
وأنا أرفض إني أكون عاقل ومجرد من الإحساس.. أرفض أكون ميــت..
لا تحاول تنكر ... إنت من غيري ما يمكن تكووون أصلا .. وجودك مرتبط فيني أنا ..

العقل:
وانت من غيري طايش.. أهوج .. مخفه
كلمه تاخذك وكلمه تجيبك

حوار طويل لا يمكن أن ينتهي ..
القلب والعقل مثل الميزان .. لو رجحت كفة واحد على الثاني يختل توازن الإنسان ويصير مثل الأعور .. يشوف بعين وحده بس
وفي النهايه ما اعتقد فيه احد يقبل يكون أهبل .. أو يعيش ميـــــــــــت

ولكن لماذا دامت قصص الحب ووصلت الى عصرنا هذا لان كل قصص الحب بائت بالفشل فكم من قصص الحب انتهت النهايه الطبيعيه وكان اخر القصه مأساه انا عن نفسى مع العقل فى اشياء والقلب فى اشياء لكن ليس مع تغلب القلب على العقل في بعض الأشياء

ما الفرق بين الشعور والمشاعر والاحساس؟!؟

http://i43.tinypic.com/mbpcti.jpg


المشاعر هي عبارة عن المشاعر المختلفه التي نشعر بها كالحزن والفرح والحب والحنان ويسمى هذا شعور لأننا شعرنا به وتكون هذه الأمور معنويه ..


اما الأحساس فهو من الحواس اي ما نحسها بحواسنا الخمس كالسمع والنظر والشم واللمس والتذوق ويسمى هذا احساس وهذه تكون ماديه .. وبكل تأكيد هي مرتبطه ومكمله لبعضها البعض .. فبحاسة النظر قد يتولد الشعور بالحب , وبحاسة الشم قد يتولد الشعور بالجوع وبحاسه اللمس يتولد الشعور بالحنان والأمان ..


فأذا عشنا مع انسان لا يكلف نفسه نظرة مليئة بالحنان تجاهك او لمسه حانيه بيده على راسك او يهمس بكلمه طيبه على مسامعك فعندها تشعر بأن هذا الأنسان لم يمتلك لا الأحساس ولا المشاعر التي تحتاجها أنت ... ولكنه لا يخلو من المشاعر والأحاسيس بل هي لدى كل كائن حي ولكن تعبيرنا وتقديراً لها يتوقف على كيف اوصل لنا هذه المشاعر والأحاسيس ..

الذكاء الوجداني.... وعي جديد!

http://i41.tinypic.com/qmypnm.jpg


الوعي بالمشاعر بداية الطريق
الشخص الذكي وجدانياً هو الذي يعي مشاعره جيداً ويعبر عنها ويديرها بالطريقة التي تجعله أكثر استقراراً من الناحية النفسية وأكثر نجاحاً في الحياة والعلاقات. الوعي بالمشاعر هو بداية الاتصال بين الوجدان والعقل. وهو يحدث عندما ينتبه المخ العقلاني للمشاعر التي تتحرك وتموج داخل المخ الوجداني ويصبح الإنسان قادراً على تحديد نوع الشعور الذي يشعر به. وكلما تزايد الوعي بالمشاعر كلما أمكن تحديد أنواع متقاربة من المشاعر وإعطاء اسم لكل منها وبالتالي تتاح إمكانية التعبير عنها بالكلام.

الكلام مع النفس
هو حوار داخلي غير منطوق يساعد الإنسان على التلامس مع مشاعره الداخلية والوعي بها. بإمكاننا أن نعتبره حواراً بين المخ الوجداني والمخ العقلاني أي بين الطفل والناضج، أو بين الفطرة والعقل. وهو مفيد لأنه ينشئ علاقة بين الإنسان ونفسه فيستطيع أن يتكلم معها ويسألها عن مشاعرها وأفكارها. وبذلك تنمو العلاقة بين مخه الوجداني ومخه العقلاني. والحوار الداخلي الصحي يتسم ببعض السمات منها:
- عدم الخوف من الاعتراف بحقيقة الحالة النفسية التي يشعر بها الإنسان (اكتئاب، حيرة، سعادة ...إلخ).
- عدم اتهام النفس أو توبيخها بل استخدام اللطف معها.
- هو ليس حواراً مع النفس فقط عن حقيقة مشاعرها، بل هو أيضاً مع الله.
- فيه يعبر الإنسان لله عن حالته النفسية السيئة، وفي نفس الوقت يعبر عن إيمانه في الله وفي رحمته.
- ولا مانع أن يعود ويقول لله "لماذا نسيتني؟"حتى بعد أن قال لنفسه أنها يجب أن تتمسك بإيمانها بالله. فالعودة للتعبير عن المشاعر السلبية والتساؤلات والحيرة لا ينبغي أن يخجل منها الإنسان بل من واجبه أن يعبر عن كل ما بداخله مادام لازال بداخله! فالمشاعر تتصف بالطبيعة "الدورية" بمعنى أن مشاعرنا قد تذهب ثم تعود مرة أخرى. لكن الذكاء الوجداني هو أن نقبلها ونتعامل معها مرة تلو الآخر. المشاعر السلبية حقيقة يجب أن نعبر عنها ونعترف بها!


الكلام إلى البشر
دائرة الكلام إلى النفس والكلام إلى الله، يجب أن تكتمل بالكلام إلى الآخرين. عندما تجتمع هذه الثلاثية فإن كل ركن منها يقوِّي الركنين الآخرين. عدم التعبير عن المشاعر أمام الآخرين يؤدي إلى انخفاض الوعي الشخصي بها والعكس أيضاً صحيح فالتعبير عن المشاعر بالكلام يزيد من درجة الوعي الشخصي بها.


ويبدو الأمر كما لو كانت شخصياتنا تتكون من ثلاثة أجزاء، جزء سطحي نعرفه ولا نخشى أن نشارك به الآخرين، وجزء أعمق قليلاً ندركه لكن لا نريد أو لا نجيد التعبير عنه، أما الجزء الثالث والأكثر عمقاً هو ما لا ندركه من مشاعر وأفكار وصراعات. الجزء الثاني (الأوسط) هو الجزء المحوري، فكلما تعلمنا التعبير عما ندركه ولكننا نخفيه، كلما انتقل بعض من الذي لا ندركه إلى أعلى، إلى منطقة الإدراك. عندما يتحرك جزء من الذي نبقيه سراً ليصبح معلناً عبر المشاركة والتعبير فإن جزءاً دفيناً من "غير المدرك" يعلو ليصبح مدركاً.


عندما يستطيع الإنسان أن يحدد مشاعره بوضوح فإنه عندئذ يستطيع أن يجد ألفاظاً دالة عليها بحيث يشير كل لفظ محدد وخاص إلى شعور محدد متكرر. وكلما يتكرر التعبير، كلما يتأكد الربط بين ذلك الشعور والكلمة المعبرة عنه. (غاضب، مكتئب، متحمس، سعيد، مترقب، محبط، خائف، متوجس، حائر. الخ.) وبذلك يتدرب على استخدم تعبيرات وجدانية دقيقة مثل "الأنين" بكل ما يحمله هذا التعبير من إشارة إلى الإجهاد النفسي وربما اليأس والوهن، أو "المضايقة" التي يمكن أن نسميها باللغة الدارجة " الخنقة"!


فائدة الكلام
الكلام هو نشاط للمخ العقلاني ليحول الصور البصرية والرموز الشعورية التي يشعر بها الإنسان في المخ الوجداني إلى لغة يستطيع أن يفهمها أي شخص آخر يتكلم هذه اللغة.
لذلك الكلام مظهر من مظاهر العلاقة الفعّالة بين المخ الوجداني والمخ العقلاني والتي تحقق استقرار و تكامل في الشخصية الإنسانية وتسمح للمخ العقلاني أن يعمل و يسيطر ويدير الوجدان. هذه العلاقة يطلق عليها إسم "الذكاء الوجداني".
الكثير من المجتمعات الصغيرة، والعلاقات، تظل سطحية لأنها تخاف من الصراع. لذا نحتاج إلى لغة الأمانة والصدق في العلاقات لا مزيد من الكذب. لأننا عندما نكذب على الآخرين، سوف ينتهي الأمر بنا وقد كذبنا على أنفسنا! الكذب على الآخرين يؤدي إلى أن يكذب الإنسان على نفسه، ويتوقف عن إدراك الفرق بين الحقيقة والكذب. وبذلك يفقد التواصل بين مخه العقلاني ومخه الوجداني، وبالتالي القدرة على التعبير عن مشاعره.


وقفة للمشاركة:
1) ما الذي تفعله عادة عندما تغضب؟ (على سبيل المثال: أبكي، أدخل إلى غرفة وأغلق بابي ولا أتكلم مع أحد خصوصاً من أغضبني، أنفجر وأصيح و ربما "أمد يدي"، أكسر شيئاً، أنا لا أشعر بالغضب مطلقاً!)
2) ما الذي تفعله عادة عندما تشعر بالحزن والاكتئاب؟ ( أبكي، أصمت، أدخل في السرير وأنام أو أظل في السرير، أتكلم كثيراً، أرسم على وجهي ابتسامة، أتجنب الناس، أمارس العادة السرية بإفراط، آكل بإفراط، أنتقد وأهاجم كل من حولي.....)
3) نشارك بعضنا بعض بعبارات تبدأ بـ:
أنا حاسس إني لازم: ------------------
أنا شايف نفسي: ---------------------
أنا خايف من: -----------------------
أنا محتاج: ---------------------------
قد تجد المشاركة أو حتى الكلام مع النفس صعباً جدأً في البداية، والسبب هو لأنك تحرك “عضلات" التعبير المُركََّز و المباشر عن المشاعر والتي ربما لم تتحرك من قبل!

السبت، 10 أبريل 2010

ماهو الفرق بين العقل والعاطفة؟

http://i40.tinypic.com/14twi9c.jpg


العقل والعــــاطفة هما المقومـــات التي تـــستند عليهـــما الحياة


فــماهو الفرق بين العقل والعاطفة ؟؟؟ وهل سعادة الأنسان مرتبطة بتكامل عقله؟؟؟ وأيهما تفضل تحكيمه في حياتك عقلك أم عاطفتك؟؟؟


هل هناك من يضحي من أجل الحقيقة العلمية ؟ أم هناك من يضحي من أجل الحب الذي يستطيع تهديــم الحواجز العـــالية التي تخفي خـــلفها أثرتنا وأنانيتــنا ويجرنابأســـارير مفــــّتحة لطريق التضحيةالمؤلمة.

العقل ::: يعتبر كالقاضي العادل وعالم جالس في غرفة مغلقة ومحيط هادىءيطــالع الاضابــير بدقة عالية ويقيس جميع جوانب القضية ثم يصدر الحكم على أساسالإستدلال المنــطقي والبرهنة الدقيقة..


إما العواطف:::فهي تمثل الجهاز التنفيذي للسلطة القضائية التي لاتركن للإستدلال والبرهنة وإنما هي عبارة عن العشق والإندفاع والثورة ، فحب العـــاشق ووله لايستند الى الإســتدلال العلمي والمحاسبة المنطقية ، إنه لم يعشق على طبق معادلات رياضـــية والحديث مــعه في طريق الحب عن العلم والمنطق الدليل خطأ فضيع ،فهو لايفهم دليلاً ولايدرك عقلاً ولامنــطقاً لأنه ولهان وروحه تحترق بنارالحب.


العقل :::شبيــه الــــــــعلم في إنه باهـــت ٍ وقــــــــاس ٍ،.........


إما العواطف ::: فهي ينبوع الإندفاعات وأساس الصداقات والعداوات .


العقل :::هو من يرسم الخطط ،


بينما العواطف::: هي المنفذة لتلك الخطط ...والتي هي عبارة عن مشاعر وأحاسيس ناشئة من الغدد الداخلية وأعصاب السمباثيك والقلب وقلما تستمد رصيدها من المخ .


العقل ::: ينظر الى الحياة الظاهرية ،


إما العاطفة ::: فهي تهتم بالحياة الباطنية ، وكما يقول باسكال "فأن للقلب دلائل وبراهين لايفهمها المنطق"


فالعقل ::: صانع العلم والفلسفة وعندما يكون متزناً يصبح مرشداً جيدا ًولكنه لايمنحنا الشعور بالحياة والقدرة على العيش، وإذا غاب العقل وحده بعيداً عن العواطف أدى الى تفريق الأفراد وإخراجهم منحيز الإنسانية..


فالعقل والعاطفة يجب أن يكونا الى جانب بعض وبشكل متوازن لكي لايختل هذا النظام

العلاج النفسى الذاتى

http://i44.tinypic.com/25ily6c.jpg


يعانى الكثيرون في عصرنا الحالي من القلق النفسي والتوتر وعدم القدرة على التوافق النفسي والاجتماعي . ومن الملاحظ أن الإنسان يحاول دائماً أن يعالج مشكلاته النفسية بنفسه وأن يبذل الكثير من الجهد كي يعالج آلامه النفسية وقلقه واضطراباته بإتباع أساليبه الخاصة واقتراحات المحيطين به . والتي كثيراً ما تدفع به إلى الاتجاه الخاطئ.


ومع تزايد تناقضات هذا العصر وإحباطا ته وتعدد الأزمات والضغوط المادية والاجتماعية .. وكثرة وتعقد المشكلات النفسية التى يواجهها الفرد .. أضف إلى هذا موقف رجل الشارع من الطب النفسي المعاصر .. وهو موقف له أسبابه .


لذا .. فقد تنبه أخيراً بعض علماء الطب النفسي والعلاج النفسي إلى أهمية ابتكار وسائل علاجية وأساليب يمكن للفرد إتباعها بنفسه دون اللجوء إلى الطبيب النفسي إلا فى الحالات الشديدة التى تستدعى ذلك .. خاصة بعد أن أكدت عدة دراسات عدم إلمام بعض المعالجين والأطباء النفسيين بمدارس وطرق العلاج النفسي الحديثة وتمسك البعض بالأساليب التقليدية التى ثبت عدم فاعليتها بصورة قاطعة وفشلها فى علاج الكثير من الاضطرابات النفسية .

لذلك كان من أهم أهداف هذا الموقع عرض عدد من الأساليب العلاجية الذاتية الشيقة والتي ينتمي بعضها لاتجاهات حديثة فى العلاج النفسي وبعضها ابتكره الباحث من أساليب نابعة من التراث الديني والثقافي تمكن الشخص العادي أن يمارسها بنفسه لعلاج القلق وبعض الاضطرابات النفسية والسلوكية وسوء التوافق النفسي والاجتماعي.. ولتحقيق مزيد من الوعي والصحة النفسية.


العلاج النفسي الذاتي .. ما هو ؟


لكي نجيب على هذا السؤال يجب أولا أن نعرف ما هو العلاج النفسي ؟ فالعلاج النفسي هو معرفة أسباب الصراع والاضطراب عند الفرد .. عن طريق فحص أفكاره وانفعالاته وسلوكه .. ثم محاولة تغييره .. وتخليصه من الإدراك الخاطئ لنفسه وللآخرين .. وتقوية ثقته بنفسه .. ليصبح أكثر قدره على التكيف مع نفسه ومع المجتمع , والقدرة على علاج المشكلات والإنتاج والإبداع .. وان يكون أكثر وعياً واتزاناً .. وذلك بالطبع فى حدود قدراته الشخصية .. وبالدرجة والنوعية التى يختارها هو بنفسه .


: ولكن السؤال الذى يطرح نفسه بالتالي هو


هل يستطيع الفرد أن يكتشف الشخص بنفسه مصادر الصراع والتوتر فى داخله وان يتعرف على الافكار الخاطئة والانهزامية المشوهة والمبالغات الانفعالية التى تدفعه إلى المرض وسوء التوافق النفسي والاجتماعي ؟


هل يستطيع أن ينمى وعيه واستبصاره إلى الدرجة التى تمكنه من ذلك؟


وهل يستطيع أن يتعلم أن يعبر عن نفسه وعن انفعالاته خارج إطار العلاقة العلاجية التقليدية؟ وان يعدل أفكاره وسلوكياته الخاطئة والسلبية ؟


إن كل تلك الأسئلة وغيرها يمكن إجمالها فى شكل سؤال آخر هو : هل يمكن أن يكون هناك علاج نفسي ذاتي ؟


والإجابة هي : نعم.....


إن العديد من مدارس العلاج النفسي الحديثة أصبحت تعترف بأن الإنسان قادر بالفعل على توجيه سلوكه من خلال المعرفة الواعية .. والتدريب المنظم على تعديل أفكاره وسلوكه طبقاً لقواعد العلاج النفسي الحديثة.


وأحيانا تكون تصرفات الفرد غير مفهومة بالنسبة له.. وبالصدق مع النفس واستمرار الشخص فى ملاحظة أفكاره وتصرفاته ونتائجها وتسجيل ذلك وتأمله ودراسته بشكل منتظم يمكنه من فهم أسباب ودوافع سلوكياته وتصرفاته .. خاصة عندما تتكرر فى المواقف المختلفة.


ويمكن للإنسان أيضا أن يكتشف أسباب الخلل .. وأسباب التوتر والاضطراب بل و علاجها والتخلص منها ولو بدرجه محدودة


ومع ازدياد واستبصار الفرد بنفسه .. وحرصه على الاستمرار فى طريق النمو النفسي .. وتعلم المزيد من المهارات والسلوكيات الملائمة ..وتجريبها وأختبارها فى مواقف عملية .و يصبح أكثر قدرة على شفاء نفسه بنفسه .. بحيث يتخلص من الانفعالات المعوقة .. ومن الافكار الهدامة وغير المنطقية .. وان يصبح أكثر نضجا ووعيا وتوافقا.


وإتباع برنامج علمي منظم لبلوغ هذه الدرجة من الصحة النفسية بالاعتماد على رغبة الفرد وإرادته ووعيه .. هو ما يسمى بالعلاج النفسي الذاتي.


وتميل بعض الاتجاهات فى الوقت الحالي إلى الاعتماد على الفرد نفسه فى علاج مشكلاته النفسية.


ويرى بعض علماء النفس مثل "اريكسون" .. إن السلوك فى مراحل النمو بعد سن البلوغ .. يكاد أن يخضع لتحكم العقل الواعي والشعور بشكل حاسم .وبالتالي فان الفرد يستطيع أن يعي .. وان يفهم – ولو بدرجة محدودة فى البداية – دوافع وأسباب سلوكه .. وان يتحكم فيها. ولقد اتجهت الكثير من أبحاث ودراسات الآونة الأخيرة .. إلى ابتكار العديد من الطرق والأساليب التى يمكن للفرد العادي أن يمارسها .. دون الاستعانة بمعالج نفسي .. وقد أطلقوا عليها – كما ذكرنا – اسم أساليب الضبط الذاتي


وبرنامج العلاج الذاتي المطروح فى هذا الموقع يجمع بين تنمية الوظائف و الذهنية والمعرفية .. وبين أساليب تعديل الاتجاهات والسلوك معا . وهذا برنامج متكامل يعتمد على بعض الأساليب المختارة .. من بعض مدارس العلاج الحديثة .. بعد تعديلها .. .. لتلائم طبيعة الإنسان والمجتمع العربي .. هذا بالإضافة إلى أساليب أخرى مبتكرة تعتمد على حقائق وأسس علوم النفس .. والاجتماع .. والفلسفة والدين.ويتضمن العلاج النفسي الذاتي وظائف قريبة من الإرشاد النفسي . وأفكاره الغير منطقية .. والهدامة .. وان يتعلم الوسائل التى تمكنه من ملاحظة ذاته – دون إسراف – ومن إزالة العوائق الانفعالية (الانفعالات والتوتر العصبي) .. مما يساعده على اكتساب المزيد من النضج والنمو والصحة النفسية.ويؤدى تعديل الجوانب المعرفية .. والانفعالية .. والسلوكية .. لدى الفرد لتغييرات ايجابية فى حياته .. مثل تنمية وظائف التحكم والقدرة على التركيز فيما يقوم بعمله .. وتنمية السلوك المرن .. والتخلي عن أنواع السلوك الغير ناضجة مثل التعصب ، سرعة الغضب ، شدة الحساسية ، النكوص والاعتمادية والسلوك الطفلى عند مواجهة ألازمات والشدائد .. الخ.......و من التغيرات الايجابية الأخرى التى تحدث فى شخصية الفرد نتيجة تعديل الجوانب المعرفية والانفعالية والسلوكية .. قبول النفس ، وقبول الآخرين ، والتسامح وازدياد القدرة على عقد صداقات وعلاقات اجتماعية تتسم بالقوة ، والدفء ، والفهم ، و التسامح.فالعلاج الذاتي يعتمد على رغبة الفرد فى تعديل سلوكه وبلوغ درجة ارقي الصحة النفسية. من النمو


ونلاحظ أن هذه العملية بأكملها .. طبيعية .. حية .. وان التغيير الحادث لا يتم بصورة تمثيلية أو تجريبية مفتعلة .. داخل الغرف المغلقة فى العيادات النفسية . وان مسئولية النمو النفسي والتغير متروكة بدرجة كبيرة للفرد .. وأرادته.

أسلوب تعديل السلوك و تعلم عادات جديدة

http://i44.tinypic.com/16hltu8.jpg


هناك قصة معروفة لتجربة هامة قام بها عالمان من علماء النفس .. ومن رواد العلاج النفسى السلوكى .. هما "واطسون و"راينر" .
فقد قام هذان العالمان بوضع فأر أبيض على مقربة من طفل صغير يدعى "ألبرت" كان قد أدخل المستشفى للعلاج من مرض غير نفسى .
وببراءة وتلقائية مد الصغير يده يتحسس ذلك الحيوان الصغير الناصع البياض .. عندئذ أصدر "واطسون" تعليماته باصدار صوت مزعج من خلف الطفل ، جعله يصرخ فزعاً ورهبة .


وتكررت التجربة عدة مرات .. وفى كل مرة يوضع الفأر الأبيض قريبا من "ألبرت" يصدر الصوت المزعج المفاجئ فيؤدى الى فزع الطفل وصراخه . ثم جاءت الخطوة الثانية من التجربة وذلك بوضع الفأر الأبيض قريباً من الطفل ولكن بدون إحداث ذلك الصوت المزعج ..



فماذا كانت النتيجة ؟
لقد ظل الطفل يصرخ بشدة فى كل مرة يرى فيها الفأر الأبيض حتى من على بعد امتار .. !
وبعد أن كان يتحسسه بأنامله .. أصبح فى حالة خوف وهلع شديد لمجرد رؤيته من بعيد !
والشئ الغريب أنه قد حدث للطفل بعد ما ذلك يسمى "بظاهرة التعميم" فقد أصبح الطفل يخاف ويفزع من أى شئ يشبه – من قريب أو بعيد – ذلك الفأر الأبيض .


لقد أصبح "ألبرت" يخاف بشدة من القطط والأرانب , بل ومن الكلاب ذات الفراء الابيض, بل وأكثر من ذلك .. فقد كانت تنتابه نفس النوبة من المخاوف والفزع إذا رأى حتى قطعة فراء ابيض ..!


ونلاحظ أن "ظاهرة التعميم " تلك تحدث فى الكثير من الحالات .. فالأب القاسى المتشدد الذى يضرب ابنه باستمرار ، ويعاقبه على كل صغيرة وكبيرة , تتسبب معاملته هذه فى خوف الإبن الشديد ، ليس من الأب فقط ، وإنما من رئيسه ، ومن كل رجل فى موقع سلطة أو نفوذ .


إن التجربة البسيطة التى شرحناها تثبت أن المخاوف المرضية والقلق النفسى الشديد هما عادات أو سلوكيات خاطئة متعلمة نتيجة تكرار التعرض لموقف مفزع أو مؤلم .


فتعرض الطفل "ألبرت" للفأر الابيض (المثير الطبيعى) لم تسبب له أى انفعالات مزعجة فى بداية الامر .
ولكن اقتران ظهور الفأر الابيض (المثير الطبيعى) بإحداث صوت مخيف مزعج (المثير الشرطى) أدى الى إثارة مخاوف الطفل وصراخه (الاستجابة) . وأدى تكرار مثل هذه التجربة الى ظهور سلوك غير صحى .. وظهور أعراض مخاوف مرضية .


فلقد أصبح الطفل "ألبرت" يعانى من خوف مرضى (فوبيا) يمكن أن يستمر معه طوال العمر !!
إن هذه التجربة تعنى إمكان إحداث مرض أو خلل نفسى بصورة تجريبية ! ..وبالتالى بإمكانية علاجه وإزالة أعراضه طبقاً لقواعد علم النفس والعلاج النفسى السلوكى أيضاً .


أى أن المرض النفسى سلوك متعلم ..


وإننا نتعلم الخوف والوساوس والقلق بل ونتعلم تكوين ارتباطات شرطية خاطئة يمكن أن تؤدى الى اختلال التفكير أو اضطراب الوجدان .
من هنا .. تؤكد نظريات التعلم وعلم النفس السلوكى أن المرض النفسى هو سلوك خاطئ متعلم .


بل إن المرض العقلى أيضاً كالفصام-من وجة نظر السلوكية –ليس إلا تعلماً متواصلاً لسلوك مضطرب( وهذا الموضوع محل جدال وأختلاف ) .. فالفصامى يتعلم منذ طفولته التناقض الفكرى والوجدانى ، وذلك عندما يتلقى من أبويه أوامر ورسائل (لفظية وغير لفظية) وتقول له افعل (س) ولا تفعل (س) ,أى افعل ولا تفعل نفس الشئ ..! عندئذ يفشل الطفل فى تكوين مفاهيم وتصورات واقعية وثابتة ومحددة .


وكما أننا استطعنا بالتجربة أن نحدث أعراضا مرضية .. فإننا نستطيع غرس سلوكيات وعادات صحية مرغوبة أيضاً .
ولكى نعالج حالة مثل حالة الطفل "ألبرت" فإن علينا أن نحدث اقترانا وارتباطا جديداً بين ظهور الفأر الأبيض (المثير الطبيعى) وبين (مثير شرطى) آخر يثير السعادة والسرور فى نفس "ألبرت" بدلا من ذلك الصوت المزعج المخيف ، كأن نقرن بين ظهور الفأر الأبيض وتقديم قطعة من الحلوى أو لعبة يحبها الطفل .


أى أن نخلق ارتباطاً جديد بين ظهور الفأر الأبيض وإحداث حالة من السرور والابتهاج – مصحوبة بالاطمئنان وعدم الخوف – للطفل "ألبرت" .
كما يشترط أن يتم تقريب الفأر أو أى بديل آخر ذى فراء أبيض بالتدريج ، فنبدأ بإظهاره من بعيد مع تقديم الحلوى أو اللعب التى تشيع فى نفس الطفل مشاعر السرور والطمأنينة ، وتتكرر التجربة وفى كل مرة يتم تقريب الفأر تدريجياً مصحوباً بمشاعر البهجة والاسترخاء , وهكذا نلاحظ أننا قدمنا للطفل نفس المثير الذى كان يسبب له الهلع والخوف والذعر (الفأر الابيض) ولكن مع كل مرة يظهر فيها كان المجربان يقدمان للطفل مايثير فى نفسه السرور والبهجة , فارتبط ظهور الفأر الابيض فى ذهن الطفل بمشاعر السرور والبهجة والطمأنينة .. فلم يعد يخشاه أو يفزع من رؤيته !


وهكذا تم استبدال استجابة الخوف والقلق عند الطفل "ألبرت" باستجابة السرور والطمأنينة .
ويوضح لنا ذلك أثر التكرار المتدرج فى تقديم المثير بدرجات بسيطة تزداد حتى تصل الى تقديم المثير عن قرب وبحجمه الطبيعى .
كما وأن تقديم ما يسمى بالتعزيز الإيجابى (التدعيم أو التشجيع أو الإثابة) للإستجابة المرغوبة يؤدى الى تعزيز وتدعيم السلوك المرغوب واستمراره حتى يصبح عادة – شبة ثابتة – من عادات الفرد .


واعتقد أن كلا منا قد شاهد مرة طفل يصرخ عند دفعه للاستحمام فى البحر لأول مرة , أو عند رؤيته لزائر غريب لم يألفه من قبل .. وكيف أن الأب الحكيم هو الذى يفطن الى استعمال إسلوب التشجيع والتطمين التدريجى لطفله الخائف, فهو بالتشجيع يساعد طفله على الاقتراب تدريجيا من الماء .. أو من ذلك الضيف الغريب ., ويقدم له المساعدة , فيضمه ويربت على كتفه ويبث فيه الطمأنينة والشجاعة .. وقد يكافئه بالحلوى إذا هو تشجع واقترب من ذلك الشئ الذى يخشاه ويخاف منه .


وبالتكرار واستمرار التدعيم والتشجيع نجد الطفل وقد بدأ يقترب أكثر ولكن بحذر كما لو كان يكتشف عالما مجهولا .
وباستمرار الاب فى اتباع مثل ذلك الاسلوب سيجد إبنه مقدما على النزول الى البحر واللهو والعبث فى مرح وسعادة دون أدنى خوف من الماء , وهكذا فإن تعلم اى سلوك جديد أمر ممكن ولكنه مشروط بالتعزيز والتدعيم والتشجيع .


اذاً .. فالتعلم هو تغير فى سلوك الفرد بحيث يمكن تعديله أو تشكيله أو صقله . وان ذلك التغير فى السلوك يمكن أن يستمر إذا تم تعزيزه بالمكافأة والتشجيع والتدعيم .


أما التغير فى السلوك الناتج عن العقاب أو الذى يرتبط بمشاعر الفشل أو الإحباط فهو تغير سطحى لايستمر طويلا بل وقد ينتج عنه سلوكيات مضاده غير صحية , وإن التخلص من أى عادة سيئة أو أى سلوك غير مرغوب يتوقف بدرجة كبيرة على أن إظهار هذه العادة السيئة تسبب للفرد مشاعر غير سارة وتؤدى الى نتائج غير ممتعة أو غير مفيدة أو ضارة مؤذية .


ويمكن أن يستخدم الإيحاء الذاتى فى المساعدة على استبدال السلوك الغير مرغوب بسلوك أخر مرغوب وذلك عن طريق التأثير اللفظى - كأن يقول الفرد لنفسه عبارات تشجيع وتدعيم عندما يسلك سلوكاً مرغوباً ..


وأذكر أثناء دراسة مادة التشريح فى كلية الطب .. قصة الزميلة التى كانت تردد باستمرار فى بداية العام الدراسى أنها لا تتخيل أن ترى جثة آدمية وأنها تتوقع أن تفشل فى مادة التشريح لأنها تخاف بل وتصرخ اذا رأت صرصارا أو فأرا صغيرا ,ومرت الشهور وفوجئ الجميع بالزميلة تمسك المشرط وتقوم بعملية تشريح إحدى الجثث الموجودة بالمشرحة .. ثم تقوم بشرح كل عضلة وكل وعاء دموى أو عصب وهى ممسكة به بين اصابعها !! وبمهارة تحسد عليها ..! فكيف حدث ذلك ؟


لقد اتبعت الزميلة – دون أن تقصد – إسلوبا من أساليب العلاج النفسى السلوكى ، وهو إسلوب إزالة الحساسية التدريجى مع التدعيم والتشجيع الذاتى .. فقد روت لنا كيف أنها عندما رأت لأول مرة اللافته المكتوب عليها اسم "المشرحة" إنتابها الخوف واضطرب قلبها ,ولكنها أخذت تقول لنفسها عبارات التشجيع حتى اقتربت من الباب والقت نظرة على المناضد الرخامية الموجودة بالداخل واكتفت المرة الأولى بهذه الخطوة .. ثم كررتها عدة مرات مع استمرارها فى تشجيع وطمأنة نفسها وطرد الافكار والتصورات المخيفة من ذهنها ..


وكانت الخطوة الثانية بالدخول عدة خطوات داخل المشرحة والخروج بعد فترة قصيرة والاكتفاء بإلقاء نظرة من بعيد على محتويات ذلك المكان الذى يثير اسمه الخوف والهلع فى نفوس الكثيرين .. مع استمرارها فى استخدام اسلوب تشجيع الذات وبث الثقة فى النفس .


تلا ذلك قيامها بعمل جولات يومية حتى تتعود على المكان تماماً وتخلص ذهنها ونفسها تماماً من الحساسية المرتبطة به .. وكانت تزداد ثقة واطمئناناً كلما رأت الزملاء يقومون بعملية تشريح الأنسجة الآدمية الميتة بمهارة وجرأة وثقة لكنها مع ذلك ظلت تخاف وتفزع إذا مارأت فأرا أو صرصاراً صغيرا ..! بل قد تصرخ وتقفز الى خارج الحجرة من الخوف والفزع ..!!


وهكذا .. فقد عالجت نفسها من مخاوف تشريح جثة آدمية ولم تعالج نفسها من الخوف من حشرة منزلية صغيرة ..


إننا نتعلم كل شئ ..
نتعلم الشجاعة أو الجبن ..
نتعلم الثبات والهدوء , أو الرعونة والقلق ..
نتعلم النشاط والصبر والتفاؤل , أو الكسل والتخاذل والتشاؤم ..
نتعلم النظام والدقة , أو الفوضى والمرض والارتباك .
ولا نبالغ إذا قلنا أن كل الكائنات والمخلوقات تخضع لعمليات التعلم وتغيير السلوك حتى أبسط الكائنات .