الأحد، 11 أبريل 2010

الذكاء الوجداني.... وعي جديد!

http://i41.tinypic.com/qmypnm.jpg


الوعي بالمشاعر بداية الطريق
الشخص الذكي وجدانياً هو الذي يعي مشاعره جيداً ويعبر عنها ويديرها بالطريقة التي تجعله أكثر استقراراً من الناحية النفسية وأكثر نجاحاً في الحياة والعلاقات. الوعي بالمشاعر هو بداية الاتصال بين الوجدان والعقل. وهو يحدث عندما ينتبه المخ العقلاني للمشاعر التي تتحرك وتموج داخل المخ الوجداني ويصبح الإنسان قادراً على تحديد نوع الشعور الذي يشعر به. وكلما تزايد الوعي بالمشاعر كلما أمكن تحديد أنواع متقاربة من المشاعر وإعطاء اسم لكل منها وبالتالي تتاح إمكانية التعبير عنها بالكلام.

الكلام مع النفس
هو حوار داخلي غير منطوق يساعد الإنسان على التلامس مع مشاعره الداخلية والوعي بها. بإمكاننا أن نعتبره حواراً بين المخ الوجداني والمخ العقلاني أي بين الطفل والناضج، أو بين الفطرة والعقل. وهو مفيد لأنه ينشئ علاقة بين الإنسان ونفسه فيستطيع أن يتكلم معها ويسألها عن مشاعرها وأفكارها. وبذلك تنمو العلاقة بين مخه الوجداني ومخه العقلاني. والحوار الداخلي الصحي يتسم ببعض السمات منها:
- عدم الخوف من الاعتراف بحقيقة الحالة النفسية التي يشعر بها الإنسان (اكتئاب، حيرة، سعادة ...إلخ).
- عدم اتهام النفس أو توبيخها بل استخدام اللطف معها.
- هو ليس حواراً مع النفس فقط عن حقيقة مشاعرها، بل هو أيضاً مع الله.
- فيه يعبر الإنسان لله عن حالته النفسية السيئة، وفي نفس الوقت يعبر عن إيمانه في الله وفي رحمته.
- ولا مانع أن يعود ويقول لله "لماذا نسيتني؟"حتى بعد أن قال لنفسه أنها يجب أن تتمسك بإيمانها بالله. فالعودة للتعبير عن المشاعر السلبية والتساؤلات والحيرة لا ينبغي أن يخجل منها الإنسان بل من واجبه أن يعبر عن كل ما بداخله مادام لازال بداخله! فالمشاعر تتصف بالطبيعة "الدورية" بمعنى أن مشاعرنا قد تذهب ثم تعود مرة أخرى. لكن الذكاء الوجداني هو أن نقبلها ونتعامل معها مرة تلو الآخر. المشاعر السلبية حقيقة يجب أن نعبر عنها ونعترف بها!


الكلام إلى البشر
دائرة الكلام إلى النفس والكلام إلى الله، يجب أن تكتمل بالكلام إلى الآخرين. عندما تجتمع هذه الثلاثية فإن كل ركن منها يقوِّي الركنين الآخرين. عدم التعبير عن المشاعر أمام الآخرين يؤدي إلى انخفاض الوعي الشخصي بها والعكس أيضاً صحيح فالتعبير عن المشاعر بالكلام يزيد من درجة الوعي الشخصي بها.


ويبدو الأمر كما لو كانت شخصياتنا تتكون من ثلاثة أجزاء، جزء سطحي نعرفه ولا نخشى أن نشارك به الآخرين، وجزء أعمق قليلاً ندركه لكن لا نريد أو لا نجيد التعبير عنه، أما الجزء الثالث والأكثر عمقاً هو ما لا ندركه من مشاعر وأفكار وصراعات. الجزء الثاني (الأوسط) هو الجزء المحوري، فكلما تعلمنا التعبير عما ندركه ولكننا نخفيه، كلما انتقل بعض من الذي لا ندركه إلى أعلى، إلى منطقة الإدراك. عندما يتحرك جزء من الذي نبقيه سراً ليصبح معلناً عبر المشاركة والتعبير فإن جزءاً دفيناً من "غير المدرك" يعلو ليصبح مدركاً.


عندما يستطيع الإنسان أن يحدد مشاعره بوضوح فإنه عندئذ يستطيع أن يجد ألفاظاً دالة عليها بحيث يشير كل لفظ محدد وخاص إلى شعور محدد متكرر. وكلما يتكرر التعبير، كلما يتأكد الربط بين ذلك الشعور والكلمة المعبرة عنه. (غاضب، مكتئب، متحمس، سعيد، مترقب، محبط، خائف، متوجس، حائر. الخ.) وبذلك يتدرب على استخدم تعبيرات وجدانية دقيقة مثل "الأنين" بكل ما يحمله هذا التعبير من إشارة إلى الإجهاد النفسي وربما اليأس والوهن، أو "المضايقة" التي يمكن أن نسميها باللغة الدارجة " الخنقة"!


فائدة الكلام
الكلام هو نشاط للمخ العقلاني ليحول الصور البصرية والرموز الشعورية التي يشعر بها الإنسان في المخ الوجداني إلى لغة يستطيع أن يفهمها أي شخص آخر يتكلم هذه اللغة.
لذلك الكلام مظهر من مظاهر العلاقة الفعّالة بين المخ الوجداني والمخ العقلاني والتي تحقق استقرار و تكامل في الشخصية الإنسانية وتسمح للمخ العقلاني أن يعمل و يسيطر ويدير الوجدان. هذه العلاقة يطلق عليها إسم "الذكاء الوجداني".
الكثير من المجتمعات الصغيرة، والعلاقات، تظل سطحية لأنها تخاف من الصراع. لذا نحتاج إلى لغة الأمانة والصدق في العلاقات لا مزيد من الكذب. لأننا عندما نكذب على الآخرين، سوف ينتهي الأمر بنا وقد كذبنا على أنفسنا! الكذب على الآخرين يؤدي إلى أن يكذب الإنسان على نفسه، ويتوقف عن إدراك الفرق بين الحقيقة والكذب. وبذلك يفقد التواصل بين مخه العقلاني ومخه الوجداني، وبالتالي القدرة على التعبير عن مشاعره.


وقفة للمشاركة:
1) ما الذي تفعله عادة عندما تغضب؟ (على سبيل المثال: أبكي، أدخل إلى غرفة وأغلق بابي ولا أتكلم مع أحد خصوصاً من أغضبني، أنفجر وأصيح و ربما "أمد يدي"، أكسر شيئاً، أنا لا أشعر بالغضب مطلقاً!)
2) ما الذي تفعله عادة عندما تشعر بالحزن والاكتئاب؟ ( أبكي، أصمت، أدخل في السرير وأنام أو أظل في السرير، أتكلم كثيراً، أرسم على وجهي ابتسامة، أتجنب الناس، أمارس العادة السرية بإفراط، آكل بإفراط، أنتقد وأهاجم كل من حولي.....)
3) نشارك بعضنا بعض بعبارات تبدأ بـ:
أنا حاسس إني لازم: ------------------
أنا شايف نفسي: ---------------------
أنا خايف من: -----------------------
أنا محتاج: ---------------------------
قد تجد المشاركة أو حتى الكلام مع النفس صعباً جدأً في البداية، والسبب هو لأنك تحرك “عضلات" التعبير المُركََّز و المباشر عن المشاعر والتي ربما لم تتحرك من قبل!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق