‏إظهار الرسائل ذات التسميات موضوعات مفيدة. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات موضوعات مفيدة. إظهار كافة الرسائل

السبت، 10 أبريل 2010

العلاج النفسى الذاتى

http://i44.tinypic.com/25ily6c.jpg


يعانى الكثيرون في عصرنا الحالي من القلق النفسي والتوتر وعدم القدرة على التوافق النفسي والاجتماعي . ومن الملاحظ أن الإنسان يحاول دائماً أن يعالج مشكلاته النفسية بنفسه وأن يبذل الكثير من الجهد كي يعالج آلامه النفسية وقلقه واضطراباته بإتباع أساليبه الخاصة واقتراحات المحيطين به . والتي كثيراً ما تدفع به إلى الاتجاه الخاطئ.


ومع تزايد تناقضات هذا العصر وإحباطا ته وتعدد الأزمات والضغوط المادية والاجتماعية .. وكثرة وتعقد المشكلات النفسية التى يواجهها الفرد .. أضف إلى هذا موقف رجل الشارع من الطب النفسي المعاصر .. وهو موقف له أسبابه .


لذا .. فقد تنبه أخيراً بعض علماء الطب النفسي والعلاج النفسي إلى أهمية ابتكار وسائل علاجية وأساليب يمكن للفرد إتباعها بنفسه دون اللجوء إلى الطبيب النفسي إلا فى الحالات الشديدة التى تستدعى ذلك .. خاصة بعد أن أكدت عدة دراسات عدم إلمام بعض المعالجين والأطباء النفسيين بمدارس وطرق العلاج النفسي الحديثة وتمسك البعض بالأساليب التقليدية التى ثبت عدم فاعليتها بصورة قاطعة وفشلها فى علاج الكثير من الاضطرابات النفسية .

لذلك كان من أهم أهداف هذا الموقع عرض عدد من الأساليب العلاجية الذاتية الشيقة والتي ينتمي بعضها لاتجاهات حديثة فى العلاج النفسي وبعضها ابتكره الباحث من أساليب نابعة من التراث الديني والثقافي تمكن الشخص العادي أن يمارسها بنفسه لعلاج القلق وبعض الاضطرابات النفسية والسلوكية وسوء التوافق النفسي والاجتماعي.. ولتحقيق مزيد من الوعي والصحة النفسية.


العلاج النفسي الذاتي .. ما هو ؟


لكي نجيب على هذا السؤال يجب أولا أن نعرف ما هو العلاج النفسي ؟ فالعلاج النفسي هو معرفة أسباب الصراع والاضطراب عند الفرد .. عن طريق فحص أفكاره وانفعالاته وسلوكه .. ثم محاولة تغييره .. وتخليصه من الإدراك الخاطئ لنفسه وللآخرين .. وتقوية ثقته بنفسه .. ليصبح أكثر قدره على التكيف مع نفسه ومع المجتمع , والقدرة على علاج المشكلات والإنتاج والإبداع .. وان يكون أكثر وعياً واتزاناً .. وذلك بالطبع فى حدود قدراته الشخصية .. وبالدرجة والنوعية التى يختارها هو بنفسه .


: ولكن السؤال الذى يطرح نفسه بالتالي هو


هل يستطيع الفرد أن يكتشف الشخص بنفسه مصادر الصراع والتوتر فى داخله وان يتعرف على الافكار الخاطئة والانهزامية المشوهة والمبالغات الانفعالية التى تدفعه إلى المرض وسوء التوافق النفسي والاجتماعي ؟


هل يستطيع أن ينمى وعيه واستبصاره إلى الدرجة التى تمكنه من ذلك؟


وهل يستطيع أن يتعلم أن يعبر عن نفسه وعن انفعالاته خارج إطار العلاقة العلاجية التقليدية؟ وان يعدل أفكاره وسلوكياته الخاطئة والسلبية ؟


إن كل تلك الأسئلة وغيرها يمكن إجمالها فى شكل سؤال آخر هو : هل يمكن أن يكون هناك علاج نفسي ذاتي ؟


والإجابة هي : نعم.....


إن العديد من مدارس العلاج النفسي الحديثة أصبحت تعترف بأن الإنسان قادر بالفعل على توجيه سلوكه من خلال المعرفة الواعية .. والتدريب المنظم على تعديل أفكاره وسلوكه طبقاً لقواعد العلاج النفسي الحديثة.


وأحيانا تكون تصرفات الفرد غير مفهومة بالنسبة له.. وبالصدق مع النفس واستمرار الشخص فى ملاحظة أفكاره وتصرفاته ونتائجها وتسجيل ذلك وتأمله ودراسته بشكل منتظم يمكنه من فهم أسباب ودوافع سلوكياته وتصرفاته .. خاصة عندما تتكرر فى المواقف المختلفة.


ويمكن للإنسان أيضا أن يكتشف أسباب الخلل .. وأسباب التوتر والاضطراب بل و علاجها والتخلص منها ولو بدرجه محدودة


ومع ازدياد واستبصار الفرد بنفسه .. وحرصه على الاستمرار فى طريق النمو النفسي .. وتعلم المزيد من المهارات والسلوكيات الملائمة ..وتجريبها وأختبارها فى مواقف عملية .و يصبح أكثر قدرة على شفاء نفسه بنفسه .. بحيث يتخلص من الانفعالات المعوقة .. ومن الافكار الهدامة وغير المنطقية .. وان يصبح أكثر نضجا ووعيا وتوافقا.


وإتباع برنامج علمي منظم لبلوغ هذه الدرجة من الصحة النفسية بالاعتماد على رغبة الفرد وإرادته ووعيه .. هو ما يسمى بالعلاج النفسي الذاتي.


وتميل بعض الاتجاهات فى الوقت الحالي إلى الاعتماد على الفرد نفسه فى علاج مشكلاته النفسية.


ويرى بعض علماء النفس مثل "اريكسون" .. إن السلوك فى مراحل النمو بعد سن البلوغ .. يكاد أن يخضع لتحكم العقل الواعي والشعور بشكل حاسم .وبالتالي فان الفرد يستطيع أن يعي .. وان يفهم – ولو بدرجة محدودة فى البداية – دوافع وأسباب سلوكه .. وان يتحكم فيها. ولقد اتجهت الكثير من أبحاث ودراسات الآونة الأخيرة .. إلى ابتكار العديد من الطرق والأساليب التى يمكن للفرد العادي أن يمارسها .. دون الاستعانة بمعالج نفسي .. وقد أطلقوا عليها – كما ذكرنا – اسم أساليب الضبط الذاتي


وبرنامج العلاج الذاتي المطروح فى هذا الموقع يجمع بين تنمية الوظائف و الذهنية والمعرفية .. وبين أساليب تعديل الاتجاهات والسلوك معا . وهذا برنامج متكامل يعتمد على بعض الأساليب المختارة .. من بعض مدارس العلاج الحديثة .. بعد تعديلها .. .. لتلائم طبيعة الإنسان والمجتمع العربي .. هذا بالإضافة إلى أساليب أخرى مبتكرة تعتمد على حقائق وأسس علوم النفس .. والاجتماع .. والفلسفة والدين.ويتضمن العلاج النفسي الذاتي وظائف قريبة من الإرشاد النفسي . وأفكاره الغير منطقية .. والهدامة .. وان يتعلم الوسائل التى تمكنه من ملاحظة ذاته – دون إسراف – ومن إزالة العوائق الانفعالية (الانفعالات والتوتر العصبي) .. مما يساعده على اكتساب المزيد من النضج والنمو والصحة النفسية.ويؤدى تعديل الجوانب المعرفية .. والانفعالية .. والسلوكية .. لدى الفرد لتغييرات ايجابية فى حياته .. مثل تنمية وظائف التحكم والقدرة على التركيز فيما يقوم بعمله .. وتنمية السلوك المرن .. والتخلي عن أنواع السلوك الغير ناضجة مثل التعصب ، سرعة الغضب ، شدة الحساسية ، النكوص والاعتمادية والسلوك الطفلى عند مواجهة ألازمات والشدائد .. الخ.......و من التغيرات الايجابية الأخرى التى تحدث فى شخصية الفرد نتيجة تعديل الجوانب المعرفية والانفعالية والسلوكية .. قبول النفس ، وقبول الآخرين ، والتسامح وازدياد القدرة على عقد صداقات وعلاقات اجتماعية تتسم بالقوة ، والدفء ، والفهم ، و التسامح.فالعلاج الذاتي يعتمد على رغبة الفرد فى تعديل سلوكه وبلوغ درجة ارقي الصحة النفسية. من النمو


ونلاحظ أن هذه العملية بأكملها .. طبيعية .. حية .. وان التغيير الحادث لا يتم بصورة تمثيلية أو تجريبية مفتعلة .. داخل الغرف المغلقة فى العيادات النفسية . وان مسئولية النمو النفسي والتغير متروكة بدرجة كبيرة للفرد .. وأرادته.

أسلوب تعديل السلوك و تعلم عادات جديدة

http://i44.tinypic.com/16hltu8.jpg


هناك قصة معروفة لتجربة هامة قام بها عالمان من علماء النفس .. ومن رواد العلاج النفسى السلوكى .. هما "واطسون و"راينر" .
فقد قام هذان العالمان بوضع فأر أبيض على مقربة من طفل صغير يدعى "ألبرت" كان قد أدخل المستشفى للعلاج من مرض غير نفسى .
وببراءة وتلقائية مد الصغير يده يتحسس ذلك الحيوان الصغير الناصع البياض .. عندئذ أصدر "واطسون" تعليماته باصدار صوت مزعج من خلف الطفل ، جعله يصرخ فزعاً ورهبة .


وتكررت التجربة عدة مرات .. وفى كل مرة يوضع الفأر الأبيض قريبا من "ألبرت" يصدر الصوت المزعج المفاجئ فيؤدى الى فزع الطفل وصراخه . ثم جاءت الخطوة الثانية من التجربة وذلك بوضع الفأر الأبيض قريباً من الطفل ولكن بدون إحداث ذلك الصوت المزعج ..



فماذا كانت النتيجة ؟
لقد ظل الطفل يصرخ بشدة فى كل مرة يرى فيها الفأر الأبيض حتى من على بعد امتار .. !
وبعد أن كان يتحسسه بأنامله .. أصبح فى حالة خوف وهلع شديد لمجرد رؤيته من بعيد !
والشئ الغريب أنه قد حدث للطفل بعد ما ذلك يسمى "بظاهرة التعميم" فقد أصبح الطفل يخاف ويفزع من أى شئ يشبه – من قريب أو بعيد – ذلك الفأر الأبيض .


لقد أصبح "ألبرت" يخاف بشدة من القطط والأرانب , بل ومن الكلاب ذات الفراء الابيض, بل وأكثر من ذلك .. فقد كانت تنتابه نفس النوبة من المخاوف والفزع إذا رأى حتى قطعة فراء ابيض ..!


ونلاحظ أن "ظاهرة التعميم " تلك تحدث فى الكثير من الحالات .. فالأب القاسى المتشدد الذى يضرب ابنه باستمرار ، ويعاقبه على كل صغيرة وكبيرة , تتسبب معاملته هذه فى خوف الإبن الشديد ، ليس من الأب فقط ، وإنما من رئيسه ، ومن كل رجل فى موقع سلطة أو نفوذ .


إن التجربة البسيطة التى شرحناها تثبت أن المخاوف المرضية والقلق النفسى الشديد هما عادات أو سلوكيات خاطئة متعلمة نتيجة تكرار التعرض لموقف مفزع أو مؤلم .


فتعرض الطفل "ألبرت" للفأر الابيض (المثير الطبيعى) لم تسبب له أى انفعالات مزعجة فى بداية الامر .
ولكن اقتران ظهور الفأر الابيض (المثير الطبيعى) بإحداث صوت مخيف مزعج (المثير الشرطى) أدى الى إثارة مخاوف الطفل وصراخه (الاستجابة) . وأدى تكرار مثل هذه التجربة الى ظهور سلوك غير صحى .. وظهور أعراض مخاوف مرضية .


فلقد أصبح الطفل "ألبرت" يعانى من خوف مرضى (فوبيا) يمكن أن يستمر معه طوال العمر !!
إن هذه التجربة تعنى إمكان إحداث مرض أو خلل نفسى بصورة تجريبية ! ..وبالتالى بإمكانية علاجه وإزالة أعراضه طبقاً لقواعد علم النفس والعلاج النفسى السلوكى أيضاً .


أى أن المرض النفسى سلوك متعلم ..


وإننا نتعلم الخوف والوساوس والقلق بل ونتعلم تكوين ارتباطات شرطية خاطئة يمكن أن تؤدى الى اختلال التفكير أو اضطراب الوجدان .
من هنا .. تؤكد نظريات التعلم وعلم النفس السلوكى أن المرض النفسى هو سلوك خاطئ متعلم .


بل إن المرض العقلى أيضاً كالفصام-من وجة نظر السلوكية –ليس إلا تعلماً متواصلاً لسلوك مضطرب( وهذا الموضوع محل جدال وأختلاف ) .. فالفصامى يتعلم منذ طفولته التناقض الفكرى والوجدانى ، وذلك عندما يتلقى من أبويه أوامر ورسائل (لفظية وغير لفظية) وتقول له افعل (س) ولا تفعل (س) ,أى افعل ولا تفعل نفس الشئ ..! عندئذ يفشل الطفل فى تكوين مفاهيم وتصورات واقعية وثابتة ومحددة .


وكما أننا استطعنا بالتجربة أن نحدث أعراضا مرضية .. فإننا نستطيع غرس سلوكيات وعادات صحية مرغوبة أيضاً .
ولكى نعالج حالة مثل حالة الطفل "ألبرت" فإن علينا أن نحدث اقترانا وارتباطا جديداً بين ظهور الفأر الأبيض (المثير الطبيعى) وبين (مثير شرطى) آخر يثير السعادة والسرور فى نفس "ألبرت" بدلا من ذلك الصوت المزعج المخيف ، كأن نقرن بين ظهور الفأر الأبيض وتقديم قطعة من الحلوى أو لعبة يحبها الطفل .


أى أن نخلق ارتباطاً جديد بين ظهور الفأر الأبيض وإحداث حالة من السرور والابتهاج – مصحوبة بالاطمئنان وعدم الخوف – للطفل "ألبرت" .
كما يشترط أن يتم تقريب الفأر أو أى بديل آخر ذى فراء أبيض بالتدريج ، فنبدأ بإظهاره من بعيد مع تقديم الحلوى أو اللعب التى تشيع فى نفس الطفل مشاعر السرور والطمأنينة ، وتتكرر التجربة وفى كل مرة يتم تقريب الفأر تدريجياً مصحوباً بمشاعر البهجة والاسترخاء , وهكذا نلاحظ أننا قدمنا للطفل نفس المثير الذى كان يسبب له الهلع والخوف والذعر (الفأر الابيض) ولكن مع كل مرة يظهر فيها كان المجربان يقدمان للطفل مايثير فى نفسه السرور والبهجة , فارتبط ظهور الفأر الابيض فى ذهن الطفل بمشاعر السرور والبهجة والطمأنينة .. فلم يعد يخشاه أو يفزع من رؤيته !


وهكذا تم استبدال استجابة الخوف والقلق عند الطفل "ألبرت" باستجابة السرور والطمأنينة .
ويوضح لنا ذلك أثر التكرار المتدرج فى تقديم المثير بدرجات بسيطة تزداد حتى تصل الى تقديم المثير عن قرب وبحجمه الطبيعى .
كما وأن تقديم ما يسمى بالتعزيز الإيجابى (التدعيم أو التشجيع أو الإثابة) للإستجابة المرغوبة يؤدى الى تعزيز وتدعيم السلوك المرغوب واستمراره حتى يصبح عادة – شبة ثابتة – من عادات الفرد .


واعتقد أن كلا منا قد شاهد مرة طفل يصرخ عند دفعه للاستحمام فى البحر لأول مرة , أو عند رؤيته لزائر غريب لم يألفه من قبل .. وكيف أن الأب الحكيم هو الذى يفطن الى استعمال إسلوب التشجيع والتطمين التدريجى لطفله الخائف, فهو بالتشجيع يساعد طفله على الاقتراب تدريجيا من الماء .. أو من ذلك الضيف الغريب ., ويقدم له المساعدة , فيضمه ويربت على كتفه ويبث فيه الطمأنينة والشجاعة .. وقد يكافئه بالحلوى إذا هو تشجع واقترب من ذلك الشئ الذى يخشاه ويخاف منه .


وبالتكرار واستمرار التدعيم والتشجيع نجد الطفل وقد بدأ يقترب أكثر ولكن بحذر كما لو كان يكتشف عالما مجهولا .
وباستمرار الاب فى اتباع مثل ذلك الاسلوب سيجد إبنه مقدما على النزول الى البحر واللهو والعبث فى مرح وسعادة دون أدنى خوف من الماء , وهكذا فإن تعلم اى سلوك جديد أمر ممكن ولكنه مشروط بالتعزيز والتدعيم والتشجيع .


اذاً .. فالتعلم هو تغير فى سلوك الفرد بحيث يمكن تعديله أو تشكيله أو صقله . وان ذلك التغير فى السلوك يمكن أن يستمر إذا تم تعزيزه بالمكافأة والتشجيع والتدعيم .


أما التغير فى السلوك الناتج عن العقاب أو الذى يرتبط بمشاعر الفشل أو الإحباط فهو تغير سطحى لايستمر طويلا بل وقد ينتج عنه سلوكيات مضاده غير صحية , وإن التخلص من أى عادة سيئة أو أى سلوك غير مرغوب يتوقف بدرجة كبيرة على أن إظهار هذه العادة السيئة تسبب للفرد مشاعر غير سارة وتؤدى الى نتائج غير ممتعة أو غير مفيدة أو ضارة مؤذية .


ويمكن أن يستخدم الإيحاء الذاتى فى المساعدة على استبدال السلوك الغير مرغوب بسلوك أخر مرغوب وذلك عن طريق التأثير اللفظى - كأن يقول الفرد لنفسه عبارات تشجيع وتدعيم عندما يسلك سلوكاً مرغوباً ..


وأذكر أثناء دراسة مادة التشريح فى كلية الطب .. قصة الزميلة التى كانت تردد باستمرار فى بداية العام الدراسى أنها لا تتخيل أن ترى جثة آدمية وأنها تتوقع أن تفشل فى مادة التشريح لأنها تخاف بل وتصرخ اذا رأت صرصارا أو فأرا صغيرا ,ومرت الشهور وفوجئ الجميع بالزميلة تمسك المشرط وتقوم بعملية تشريح إحدى الجثث الموجودة بالمشرحة .. ثم تقوم بشرح كل عضلة وكل وعاء دموى أو عصب وهى ممسكة به بين اصابعها !! وبمهارة تحسد عليها ..! فكيف حدث ذلك ؟


لقد اتبعت الزميلة – دون أن تقصد – إسلوبا من أساليب العلاج النفسى السلوكى ، وهو إسلوب إزالة الحساسية التدريجى مع التدعيم والتشجيع الذاتى .. فقد روت لنا كيف أنها عندما رأت لأول مرة اللافته المكتوب عليها اسم "المشرحة" إنتابها الخوف واضطرب قلبها ,ولكنها أخذت تقول لنفسها عبارات التشجيع حتى اقتربت من الباب والقت نظرة على المناضد الرخامية الموجودة بالداخل واكتفت المرة الأولى بهذه الخطوة .. ثم كررتها عدة مرات مع استمرارها فى تشجيع وطمأنة نفسها وطرد الافكار والتصورات المخيفة من ذهنها ..


وكانت الخطوة الثانية بالدخول عدة خطوات داخل المشرحة والخروج بعد فترة قصيرة والاكتفاء بإلقاء نظرة من بعيد على محتويات ذلك المكان الذى يثير اسمه الخوف والهلع فى نفوس الكثيرين .. مع استمرارها فى استخدام اسلوب تشجيع الذات وبث الثقة فى النفس .


تلا ذلك قيامها بعمل جولات يومية حتى تتعود على المكان تماماً وتخلص ذهنها ونفسها تماماً من الحساسية المرتبطة به .. وكانت تزداد ثقة واطمئناناً كلما رأت الزملاء يقومون بعملية تشريح الأنسجة الآدمية الميتة بمهارة وجرأة وثقة لكنها مع ذلك ظلت تخاف وتفزع إذا مارأت فأرا أو صرصاراً صغيرا ..! بل قد تصرخ وتقفز الى خارج الحجرة من الخوف والفزع ..!!


وهكذا .. فقد عالجت نفسها من مخاوف تشريح جثة آدمية ولم تعالج نفسها من الخوف من حشرة منزلية صغيرة ..


إننا نتعلم كل شئ ..
نتعلم الشجاعة أو الجبن ..
نتعلم الثبات والهدوء , أو الرعونة والقلق ..
نتعلم النشاط والصبر والتفاؤل , أو الكسل والتخاذل والتشاؤم ..
نتعلم النظام والدقة , أو الفوضى والمرض والارتباك .
ولا نبالغ إذا قلنا أن كل الكائنات والمخلوقات تخضع لعمليات التعلم وتغيير السلوك حتى أبسط الكائنات .

الجمعة، 9 أبريل 2010

تدريب الثقة وتأكيد حرية التعبير عن المشاعر

http://i43.tinypic.com/fm8d2x.jpg


الدكتور عبد الستار إبراهيم


أستاذ العلوم النفسية واستشاري الصحة النفسية والعلاج النفسي / الظهران


من الجوانب الشخصية التي تبين إرتباطها بالنجاح أو الفشل فى العلاقات الإجتماعية ، ما يسمى بالتوكيدية ASSERTIVENESS أو تأكيد الذات ، أو ما أطلقنا عليه في موقع آخر حرية التعبير عن المشاعر ( إبراهيم 1995 ) .



يشير مفهوم تأكيد الذات إلى خاصية تبين أنها تميز الأشخاص الناجحين ، من وجهتي نظر الصحة النفسية والفاعلية فى العلاقات الإجتماعية . كان أول من أشار إلى هذا المفهوم وبلوره على نحو علمي ، وكشف عن متضمناته الصحية ، هو العالم الأمريكي " سالتر " ( Salter 1994 ) الذي أشار إلى أن هذا المفهوم يمثل خاصية أو سمة شخصية عامة ( مثلها مثل الإنطواء أو الإنبساط ) ، أي أنها تتوافر في البعض فيكون توكيدياً في مختلف المواقف ، وقد لا تتوافر في البعض الآخر ، فيصبح سلبياً وعاجزاً عن توكيد نفسه في المواقف الإجتماعية المختلفة . وجاء بعده " ولبي " ( WOLPE , 1958 ) و " لا زاروس" LAZARUS 1966 اللذان أعادا صياغة هذه الخاصية ، بحيث أصبحت تشير إلى قدرة يمكن تطويرها وتدريبها ، وتتمثل في التعبير عن النفس والدفاع عن الحقوق الشخصية عندما تخترق دون وجه حق . ومن ثم أشارا إلى أن بإمكان أي فرد أن يكون توكيدياً في بعض المواقف ، وسلبياً في مواقف أخرى . ومن ثم يكون هدف العلاج النفسي أن ندرب الفرد الذي يعاني من المرض النفسي أو العقلي ، على أن يتطور بإمكانياته في التعبير عن التوكيدية والثقة بالنفس فى المواقف التي كان يعجز فيها عن ذلك . ونظراً لما تمثله هذه الخاصية من أهمية في فهم الإضطراب النفسي ، فقد تحولت الأذهان في الفترات الأخيرة إلى إبتكار كثير من البرامج لتدريب هذه القدرة . وبإبتكار هذه البرامج أصبح بالإمكان التخفيف من كثير الأعراض المرضية ، التي يلعب فيها القصور في المهارات الإجتماعية أحد العوامل الرئيسة ، بما في ذلك القلق والإكتئاب . ويمثل برنامج تدريب المهارات الإجتماعية وتدريب القدرة التوكيدية والمستخدم فى العيادة السلوكية بكلية الطب ، جامعة الملك فيصل تحت إشراف المؤلف ، أحد هذه البرامج التي أثبتت الخبرة فاعليتها في البيئة العربية ، وقبل الدخول في تفاصيل هذا البرنامج ، نشير فيما يلي إلى بعض الحقائق الخاصة بمفهوم التوكيدية ، وكيفية قياسها .


التوكيدية في نقاط :


أصبح مفهوم التوكيدية من المفاهيم المستقرة ، التي أثبتت فائدتها فى العلاج النفسي والسلوكي ، كما تنوع إستخدامها بحيث أصبحت تشير إلي أكثر من معنى ، أمكننا حصر بعضها على النحو التالي :


1- الدفاع عن الحقوق الشخصية الفردية المشروعة سواء في الأسرة أو العمل ، أو عند الإحتكاك بالآخرين من الغرباء أو الأقارب .


2- التصرف وفق مقتضيات الموقف ، ومتطلبات التفاعل بحيث يخرج الفرد في هذه المواقف منتصراً ، وناجحاً ، ولكن دون إخلال بحقوق الآخرين .


3- التعبير عن الإنفعالات والمشاعر بحرية ، أي الحرية الإنفعالية .


4- التصرف من منطلقات نقاط القوة في الشخصية ، وليس نقاط الضعف ، بحيث لا يكون الفرد ضحية لأخطاء الآخرين أو الظروف .


5- التوكيدية تتضمن قدراً من الشجاعة وعدم الخوف من أن يعبر الفرد عن شعوره الحقيقي ، بما فى ذلك القدرة على رفض الطلبات غير المعقولة ، أو الضارة بسمعة الإنسان وصحته .


6- التحرر من مشاعر الذنب غير المعقولة أو تأنيب النفس عند رفضنا لهذه المواقف أو إستهجاننا للتصرفات المهينة .


7- القدرة على إتخاذ قرارات مهمة ، وحاسمة وبسرعة مناسبة ، وبكفاءة عالية .


8- القدرة على تكوين علاقات دافئة ، والتعبير عن المشاعر الإيجابية ( بما فيها المحبة ، والود ، والمدح ، والإعجاب ) خلال تعاملنا مع الآخرين ، وفي الأوقات المناسبة .


9- القدرة على الإيجابية والتعاون وتقديم العون .


10- القدرة على مقاومة الضغوط الإجتماعية ، وما تفرضه علينا أحياناً من تصرفات لا تتلائم مع قيمنا .


11- المهارة فى معالجة الصراعات الإجتماعية ، وما يتطلبه ذلك من تقديم شكوى ، أو الإستماع إلى شكوى ، والتفاوض ، والإقناع ، والإستجابة للإقناع ، والوصول إلى حل وسط … إلخ .


بإختصار فإن التوكيدية تتضمن كثيراً من التلقائية ، والحرية في التعبير عن المشاعر الإيجابية والسلبية معاً ، وهي بعبارة أخرى تساعدنا على تحقيق أكبر قدر ممكن من الفاعلية والنجاح عندما ندخل في علاقات إجتماعية مع الآخرين ، أو على أحسن تقدير ، تساعدنا على ألا نكون ضحايا لمواقف خاطئة ، من صنع الآخرين ، ودوافعهم فى مثل هذه المواقف .


سؤالنا الآن : ما الذي يجعل من خاصية تأكيد الذات جانباً من جوانب الصحة النفسية ؟ ولماذا تمثل التوكيدية أحد الجوانب التى ينبغي على المكتئبين تدعيمها ؟


من اليسير إستنتاج إجابة هذا السؤال بإعادة النظر إلى ما ورد في السطور السابقة . فالتوكيدية تعني ـ من ضمن ما تعنيه ـ أن تكون لدينا القدرة على أن نفتح للآخرين أنفسنا ومشاعرنا ، وهي بهذا المعنى تعني عدم الخوف من أن تطلع الآخرين على مشاعرك ، بدلاً من أن تخفيها بداخلك ، ولهذا يسهل على التوكيدي أن ينمي علاقة سهلة ودائمة ودافئة بالآخرين ، بسبب ما تخلقه من طمأنينة متبادلة ، وتواصل ، وعدم خوف من كشف الذات ، ويمثل هذا النوع من العلاقات الإيجابية جانباً من الجوانب المهمة فى التغلب على الإكتئاب ، فنحن نشعر بالإكتئاب عادة عندما نفشل فى أن نجد علاقة أو أكثر فيها هذا الدفء .


وفى بيئاتنا العربية ، يوجد أكثر من سبب يجعلنا نشجع على تنمية التوكيدية بصفتها طريقاً للصحة النفسية . فتنميتها تساعد على تجنب كثير من جوانب الإحباط ، والجوانب المنفردة التي ترتبط بطبيعة العلاقات الإجتماعية فى بلادنا . وهنا قد أجد ضرورة إلى أن أشير إلى وجود نمط من الناس يخلقون نوعاً من العلاقات التي يسميها علماء النفس : علاقات مسمومة TOXICATING RELATIONSHIPS ... هذا هو النوع المجادل ، الذي يتبرع للمنافسة في كل كبيرة أوصغيرة ، ويحاول جهده أن يسفه من رأيك ، ويقلل من مجهوداتك ، وبعبارة أخرى يبني رأيه على النقد والمنافسة ، وهدم الآخرين أو الإقلال من شأنهم . هذا النوع من الأشخاص الذي يخلق جواً من العلاقات المسمومة قد يكون سائق تاكسي ، أو زميلاً فى العمل ، ربما حتي رئيسك ، أو حتى أقرب المقربين . وتبين دراسة الإكتئاب ، أنه قد يكون في أحياناً كثيرة نتيجة مباشرة لهذا النوع من العلاقات ، ومن هنا تنبع أهمية تأكيد الذات . فمن الصعب أن تكون موضوعاً للإمتهان من سائق تاكسي ، أو من رئيسك في العمل ، أو من زملاء المهنة ، أو غير هؤلاء من أشخاص أوقعتك الظروف معهم فى علاقات مسمومة من هذا النوع ، ما دمت مدرباً على التعبير عن مشاعرك الإيجابية والسلبية وأن تكون قادراً على إعلانها بصوت مسموع .


مثال هذا : حالة سيدة في الثلاثينيات من العمر متزوجة ، ولها أربعة أطفال : ثلاث فتيان وإبن رزقت به بعد طول إنتظار ، ومنذ شهور قليلة قبل حضورها للعيادة السلوكية . عندما قدمت إلينا ، وكان زوجها معها طلبت من زوجها وبثورة واضحة أن تراني بمفردها ، وما أن جلست تحكي مشكلتها حتى أجهشت ببكاء شديد ، ولما تمالكت نفسها ذكرت أنها تعيش في أسرة الزوج ، أي مع إخوته وأمه فى بيت واحد بحكم تقاليد المجتمع ، وذكرت أنه لا يمر يوم دون الدخول في صراعات ومنافسات مع أمه وأخواته ، وكل منهن تحاول أن تستميله إلى جانبها ، وأنهن ينصحنه أمامها بأن يتزوج من إمراة أخرى تنجب له أطفالاً ذكوراً ( في الفترة التى لم تكن فيها قد أنجبت إبنها الأخير ) . وذكرت " أن الأمور تسير على هذا المنوال " في هذه العلاقات منذ أن تزوجت ، وعندما سألتها كيف كانت تستجيب لذلك ، أجابت بالغضب والثورة أحياناً ، وأحياناً بالبكاء بمفردها ، والشكوى من الألم والوحدة لكل من يسمع لها . كان من الواضح أنها طورت علاقة لم تكن قائمة على على تأكيد الذات ، فقد تراوحت إستجاباتها بين الإنفعال بالغضب والهياج أو الإكتاب والإنزواء ، وكل ماكانت تفعله في هذه المواقف هو الشكوى " من حال الدنيا ، والتعاسة التي تعيشها " لكل من ينصت لها ، أي أنها كانت تعزز بشكواها مزيداً من سوء الحال مزيداً من الإضطراب . وكان ذلك يساعد على إستمرار الحلقة المسمومة من هذه العلاقات ، التي تتدهور حتى في علاقتها مع الزوج الذي كانت أيضاً تثور عليه وتتهمه بالجبن والتواطؤ ، ولما كان من الصعب عليها وعلى زوجها أن يعيشا مستقلين بعيداً عن أسرته ، فقد رسمت لهذه السيدة خطة علاجية لمساعدتها على التعبير عن إحتياجاتها في ظل الظروف التي تعيش فيها ، ووضعنا الإختيارات الممكنة ، ثم أمكن تدريبها بعد ذلك على التعبير عن الإحتياجات والحلول التي بلورتها بطريقة تأكيدية ، وقد أخذ ذلك منها تقريباً سبع جلسات إستطاعت بعدها أن تكون علاقة هادئة ومستقلة ، بدلاً من العلاقة المسمومة ، سارت خطتها العلاجية وفق خطوات منها :


1- التدريب على الإسترخاء كطريقة من طرق مقاومة القلق والضغوط .


2- تجنب الإنفعال عندما تواجه بالرفض أو النقد .


3- لا ترفضي ولا تؤيدي رأيهم فيك ، لأن الرفض يدفعهم إلى تأكيد وجهات نظرهم ، وإنتقاء أنواع السلوك بشكل مبتسر لكي يبينوا أنهم على حق .


4- بدلاً من المواجهة بالرفض أو الانفعال ، حاولي أن تنظري إلى الأمور من وجهة نظرهم ، على أن تعيدي صياغتها لهم بشكل يضمن حصيلة من الكسب المتبادل لك شخصياً ولهم : أي يضمن ألا يظل المناخ من حولك عدائياً ، وفي نفس الوقت ألا يشعروا بأنهم هزموا في صراعهم معك . فمن المؤكد ( إلا إذا كان جميع أفراد هذه الأسرة يعانون من مرض عقلي ) ستختلف الأمور ، وسيختلف نمط العلاقات لو " أظهرت أنك تتفهمين سبب إنشغالهم بموضوع الإنجاب ( أو أي موضوع آخر يثير الإضطراب في العلاقة بأسرة الزوجين ) ، وأنك ربما كنت ستشعرين نفس الشعور لو كان لك إبن أو أخ في نفس الظروف ، ولكن موضوع الإنجاب ليس بيدك الآن وأن هناك محاولات منك للبحث عن علاج ، وحتى لو فشل هذا العلاج فإن العلاقة بزوجك ليست مجرد إنجاب ولكن هناك دوراً أو أدواراً أخرى يمكن أن تلعبيها بإيجابية فى حياته وحياتهم ، ولهذا الغرض فأنت تحتاجين إلى مساعدتهم لك ، ودعمهم لك لتقومي بدورك بينهم على أحسن وجه " .


كان هدفنا أن أن نبين لهذه السيدة أن العلاقات الدائمة ، تحتاج إلى مهارة أكثر من مجرد الإنفعالات وتبادل الإتهامات ، وأن الحلول الإيجابية هي تلك التي تضمن محاولة لكسر الحلقة المفرغة الخبيثة ، التي يمكن أن تسود مثل هذه العلاقات إذا ما سمحنا للإنفعالات والغضب ، أن يكونا هما الأسلوبين الوحيدين للعلاج . وفى نفس الوقت طلبنا منها أن تضع فى خلال 15 دقيقة قائمة بما تحتاج إليه بالفعل في الظروف الحالية ، وأن تضع خمسة حلول لمشكلتها الرئيسية على فرض أنها سمعتها من صديقة أخرى لها ، وأن تبين ما هي الصعوبات التي قد تعيق تنفيذ هذه الحلول . وأن تحدد من بإمكانه في داخل الأسرة أن يساعدها دون خلق مشاكل إضافية . لقد إستطاعت هذه السيدة فيما لا يزيد عن شهرين من الجلسات الأسبوعية أن تعيد إدراكها وفهمها لأفراد الأسرة ، ومشاعرهم ، كما إستطاعت أن توطد علاقة إيجابية بزوجها ووالدته ، وفوجئت بالدعم والدفء الذي لقيته من أفراد الأسرة فى هذا الإتجاه ، ولما كانت تشعر بضرورة أن يكون لها بيت مستقل فقد أثارت هذه الحاجة لدى زوجها فتبين لها أنه كان يفكر في ذلك بالفعل ، وأنه يعمل على ذلك ، وأن أهله لا يمانعون من هذا ، بل يشعرون بالطمأنينة إذا ما تم ذلك الآن ، وفي ظل العلاقة الإيجابية الدافئة التى خلقتها داخل الأسرة ، ولم تعد الأم تخشى من أن يكون إستقلال إبنها نوعاً من الفقدان له .


ومن ناحية أخرى ، عادة ما يحصل المدربون في هذه الخاصية على مكاسب وفوائد إيجابية أكثر ممن هم أقل توكيدية . أي أن التعبير الإيجابي عن النفس يعود علينا بإيجابية مماثلة ، مما يساعد على خلق حلقة حميدة من العلاقات الإجتماعية ( في الظروف العادية ومالم يكن أحد الطرفين مصاباً بمرض عقلي ، فإن تفهم الآخرين ، والتصرف بإيجابية معهم ، سيدفع إلى نفس الإستجابة ، مما سيزيد من فرص الإحتكاك والتفاعل الإيجابي بين الطرفين ) .


ولأن التوكيديين يتكلمون أكثر ، ويعبرون عن مشاعرهم فى داخل الجماعة بحرية أكبر ، فهم يعطون الآخرين فرصة أكثر للتعبير المماثل عن مشاعرهم . ومن ثم ، فإن التعبير عن المشاعر بثقة يخلق جواً إيجابياً سهلاً ، ويساعد على تنمية جو إجتماعي دافيء وبناء . كل ذلك يجعل من هذه الخاصية أحد المتطلبات الرئيسية للصحة بشكل عام ولمقاومة الإكتئاب بشكل خاص .


فإلى أي مدى أنت قادر على تأكيد الذات ؟ وفي أي المواقف تجد صعوبة في تأكيد ثقتك بالنفس ؟ وفى أي المواقف تجد صعوبة فى التعبير عن نفسك ؟ وكيف يمكنك تدريب هذه المهارة في شخصيتك ؟ هذه هي الأسئلة التي سنجيب عنها في الجزء التالي ..


** مزاعم خاطئة عن التوكيدية


لا حظت خلال تعاملي مع مرضاي أن البعض منهم ، خاصة في البدايات الأولى من التدريب على تأكيد الذات ، قد يسلكون أو يتصرفون على نحو عدواني وصاخب مع الآخرين . بعبارة أخرى ، قد يفسر البعض منا التوكيدية تفسيراً سلبياً خاطئاً . ومن ثم تصبح التوكيدية بالنسبة لهذا البعض مرادفة للغضب ، والصياح ، والتسلط ، ومواجهة الآخرين بعيوبهم ، والإلحاح في الطلبات المعقولة أو غير المعقولة . بالطبع قد يتطلب التدريب على التوكيدية في البدايات الأولى ، ممارسة بعض هذه التصرفات بوعي وبدرجات محسوبة . لكن التوكيدية في معناها الصحي لا تتضمن هذا المعنى السلبي ، ولهذا فإن المريض يجب أن يفهم أن من متطلبات تدريب القدرة على تأكيد الذات أن نتجنب :


- نوبات الحنق وثورات الغضب ، فأنت عندما تترك الغضب يملكك ، تسمح لإنفعال هدام منفرد كالقلق أو الغضب بأن يسيطر عليك ، وأن يكون أسلوبك في مواجهة مختلف أنواع الضغوط .


- ضع حدوداً للغضب ، فالغضب جنون مؤقت ، فإذا كانت بعض تصرفات زملائك أو أطفالك أو أفراد أسرتك تثير غضبك الدائم ، فمعنى ذلك أنك تسمح لهم بإكتشاف إحدى نقاط الضعف ، التي يمكن أن تستغل من قبلهم حتى لو بحسن نية لإثارتك ، ناهيك عن أن البعض من غير المقربين قد يتمنون إثارتك لإظهارك بصورة إنسان أحمق ومنفعل وطائش ، صحيح أن الصحة النفسية قد تتطلب أحياناً التعبير عن انفعالاتنا بصدق بما فى ذلك الغضب ، لكن التعبير التوكيدي يتطلب وعيك الواضح بنفسك وأنت فى قمة الانفعال ، كما يتطلب منك إدراكاً جيداً للحدود التي يجب أن تكون قادراً عندها على إيقافه ، كما يتطلب أن تكون على إلمام ببعض المهارات الإجتماعية ـ التي سنعرض بعضها فيما بعد ـ التي تمكنك من التعبير عن مشاعرك ، دون أن تسمح لنفسك أن تكون تحت رحمة الإنفعالات .


- من المهارة أن تتوقف عن الدخول فى المنافسات والمواجهات الحمقاء ، خاصة تلك التي تتضمن تعدياً على أدوار الآخرين ، مثال ذلك العلاقة بالرؤساء أو الأساتذة ، أو المشرفين ، لعلك تتذكر أن دورهم يتطلب إعطاء أوامر أو توجيهات ، إمنحهم السلطة التى يتطلبها أداؤهم للدور الممنوح لهم .


- تذكر أيضاً أنك تقوم بدور مماثل في مواقف أخرى وأن القدرة على تأكيد الذات في مضمونها الصحي ، هي أن تخرج أنت والأطراف الداخلة معك في مختلف العلاقات الإجتماعية بالظفر والكسب المتبادل ما أمكن .


- ومن الأخطاء أيضاً أن نسرف في المجادلة ، أو محاولة إظهار أننا على حق ، أو أن نبين للآخر أنه غير منطقي ، خاصة مع الذين لا يجدي معهم هذا الأسلوب ، أو عندما تكون مخطئاً ، مثال ذلك إذا إستوقفك رجال الأمن أو الشرطة للتفتيش ، أو إثر خطأ معين ، أو شك في خطأ فإنك بمحاولتك للجدل معهم وإظهارهم أنهم على خطأ ، أو أنهم متحيزون لأنهم لم يوقفوا هذا أو ذاك مثلك ، فإنك بهذا قد لا تعالج مشكلة ـ كما تتطلب التوكيدية . بل تخلق مشكلة إضافية قد تكون أسوأ مما لو أنك قد سمحت للأمر بأن يسير على النحو الطبيعي ، أو مما لو أنك إعترفت بالخطأ وأظهرت أنك لم تكن تعني ما حدث من أخطاء وأنك ستراعي مستقبلاً أن تتجنب ذلك .


- كما يجب أن تكون على قدر من المهارة وتأكيد الذات بحيث ترفض أن يجرك أحد إلى مجادلة أو مناقشة سخيفة ، أو مملة ، بيّن بوضوح له أو لها أنك لا تريد الدخول فى مهاترات أو جدل ، وأنك لن ترضى بأقل من مناقشة هادئة قائمة على الإحترام المتبادل .


- كذلك كن على وعي بالنصائح التي يتبرع بإعطائها لك المحيطون بك ، بمن فيهم الأصدقاء وأفراد الأسرة المقربون ( والحكمة تقول : اللهم احمني من أصدقائي ، أما أعدائي فأنا كفيل بهم ) . فالغالبية العظمى من هذه النصائح تأتي من ظروف مختلفة ، وتوضع من وجهة نظر مختلفة ، وتعبر عن إحتياجات خاصة لدى هؤلاء الآخرين كما أنها تعكس في الغالب دوافعهم الشخصية التى مهما بلغ نبلها فإنها قد لا تعكس تماماً فهمك الخاص للموقف الذى تتفاعل معه ، ولا يتعارض مع رفضك لذلك ، أن تحاول أن تستفيد من ملاحظات الآخرين وخبراتهم في التعامل مع المواقف المماثلة . فملاحظتنا للآخرين وإستفادتنا من تجاربهم في وضعها الأسلم عادة ما يجب أن تكون على نحو قصدي أي أننا نختار بدافع شخصي أو بتوجيه من المعالج ( بهدف علاجي ) أنماطاً من الأداء والسلوك فعال وناجح ، ونحن عندما نوجه إهتمامنا للآخرين لا نوجهه لنصائحهم بقدر ما نوجهه لأساليبهم السلوكية التي أنجحتهم في حل مشكلات مماثلة أو معالجة ضغوط أو أداء سلوك فعال بما في ذلك تعبيراتهم البدنية واللفظية ومهاراتهم الحركية واللغوية ، وقدراتهم على مغالبة الإنفعالات وما يكون قد تطور لديهم من مهارات اجتماعية بديلة للتغلب على الإنفعالات .


** التعرف على مصادر الضعف والقوة في التعامل مع الآخرين


أصبح بالإمكان تقدير القدرة على تأكيد الذات ، وتحديد مصادر الضعف في هذه الخاصية . في المواقف العلاجية عادة ما نجد سهولة واضحة في تكشف نقاط الضعف في هذه الخاصية . فمن ناحية نجد أن المريض نفسه على دراية واضحة بضعفه في جانب معين ، وربما يكون دافعه الأساسي لطلب العلاج هو عجزه عن المطالبة بحقوقه . أو التعبير عن نفسه في المواقف التي تتطلب علاقة بالسلطة أو الجنس الآخر ، أو عجزه عن الحديث في موقف يتطلب الكلام عن إمكانياته ونقاط القوة لديه ، ويشعر بالأسى والأسف بعد ذلك لأنه ترك الفرصة تمر دون أن اقتناصها … إلخ .


وقد عودتني خبرة التعامل مع المريض العربي أن تكون المشكلات المرتبطة بالعجز عن توكيد الذات هي المشكلة الرئيسية ، إذا جاء المريض يشكو بطريقة تفتقر للتحديد من ضعف الشخصية . فهنا عادة مانحاول أن نبلور شكواه ، ونجعلها أكثر تحديداً من خلال طرح عدد من الأسئلة عما يعنيه بالضبط ( ضعف الشخصية مثلاً ) ، وبإعطاء أمثلة عن متى كانت آخر مرة أو آخر موقف شعر فيه بذلك ؟ وأن يشرح لي موقفاً أو مواقف أخرى إنتابه خلالها نفس الإحساس بالضعف أو العجز عن التعبير عن نفسه ؟ وماذا حدث في هذه المواقف بالضبط ؟ وكيف إستجاب ؟ وهل دائماً يحدث أو يستجيب بذلك ؟ ومن كان حاضراً في ذلك الموقف أو المواقف ؟


وفي العادة نتبين من هذه الأسئلة دون صعوبة كبيرة علامات الإفتقار إلى التوكيدية ، والمواقف النوعية التى تظهر فيها ، فضلاً عن الأخطاء التى يرتكبها المريض في مثل هذه المواقف ، ومن هنا تبدأ الخطة العلاجية ، بحسب الخطوات التي سيأتي ذكرها كلما تقدمنا في قراءتنا لهذا الفصل .


وقد نعجز أحياناً لأسباب مختلفة ، خاصة في المواقف الحادة من الإكتئاب ، أو عندما يكون الإكتئاب مصحوباً بدرجة عالية من القلق الإجتماعي تعيق الفرد عن التفاعل الجيد بالموقف العلاجي ، قد نعجز عن التشخيص السريع لجوانب المشكلة . هنا نلجأ إلى إستخدام مقاييس الشخصية المعدة لهذا الغرض . وهنا أيضاً نجد لحسن الحظ أن هناك عدداً من إختبارات الشخصية التى تساعد من ناحية ، على تقدير مستوى الشخص من حيث القدرة على تأكيد الذات ، كما تساعد من ناحية أخرى على تحديد المجالات النوعية المرتبطة بالعجز عن تأكيد الذات . ولهذه المقاييس ميزة إضافية أخرى ، لأنها تساعد على العلاج الذاتي في الظروف التي لا يتاح فيها العثور على معالج سلوكي كفء يرسم له خططاً علاجية موجهة لهذا الغرض .


ومن إختبارات الشخصية التى لقيت إهتماماً على المستوى العربي ، مقياس تأكيد الذات الذى سبق أن أشرنا إليه فى ترجمة عربية مبكرة . ونظراً لأهمية هذا المقياس ، ونظراً لإرتباطه بموضوعنا الحالي ، فإننا ننصح القاريء بالعودة إليه ( فى إبراهيم ، 1995 ، بيانات الكتاب كاملة في قائمة المراجع العربية ) . أما الإستبيان المرفق ( مقياس تأكيد الذات شكل 2 ) فهو يمثل مقياساً آخر من المقاييس التي تبين خبرتنا في البيئة العربية فائدته الواضحة في تحديد ، وتشخيص جوانب الضعف ، في خاصية التوكيدية ، وتأكيد المشاعر في مجموعة من المواقف التي إختيرت بعناية وفق إطار علاجي ـ عربي . وتتبلور أهمية هذه الأداة التشخيصية في مدى ما تمنحنا من تقييم نوعي SPECIFIC لأنواع القصور والعجز في التعامل مع قطاع متباين من المواقف الإجتماعية المتباينة ، وبعد حصر هذه الجوانب يمكن إخضاعها مباشرة للعلاج وفق عدد من الخطوات سنجملها في
** تدريب التوكيدية لدى المكتئبين في خمس خطوات :


يتطلب تدريب التوكيدية عادة خمس خطوات على النحو التالي :


1- 1- تحديد مناطق الضعف والمواقف التي تشعر فيها بضعف القدرة على التعبير على المشاعر والإفتقار إلى التوكيدية ، وذلك من خلال الملاحظة الذاتية أو بإستخدام مقاييس التوكيدية المقننة .


2- 2- ضع هذه المواقف ومناطق الضعف مرتبة على حسب أهميتها فى قائمة شخصية للذات ( سيأتي شرحها ) .


3- 3- مراقبة الذات في مختلف المواقف الإجتماعية التي تظهر فيها صعوبات التعبير أو السلوك التوكيدي ، فضلاً عن أنواع السلوك التوكيدي الجديدة التي تتطلب الممارسة .


- 4- الممارسة التخيلية .


- 5- الممارسة الفعلية .


وفيما يلي شرح لكل خطوة منهـا :


الخطوة الأولى :


تتضمن الخطوة الأولى من التدريب أن تجمع ، وتحدد المواقف المختلفة التي تشعر فيها بصعوبة تأكيد الذات ، ويكون ذلك بالإجابة على المقياس السابق .


الخطوة الثانية :


ضع أربعة أو خمسة من المواقف الدالة على ضعف التوكيدية لديك في قائمة مستقلة أي المواقف التي تتوافر فيها المحكات الآتية :


1- 1- أن تكون المواقف التى إخترتها من المواقف التى تجد صعوبة فى الوقت الحالي فى التعامل معها بثقة وتوكيدية .


2- 2- أن الموقف يحدث بطريقة منتظمة ، ( على الأقل مرة كل شهر ) ، أي أنه من حيث الشيوع يمثل مشكلة لك .


3- 3- أن تصوغ الموقف بطريقة متوازنة ، بحيث لا يكون عاماً جداً . ومن الأمثلة على الصياغات الشديدة العمومية: ( عندي ضعف في الشخصية ، أو إنني لا أحسن الحديث ، أو إنني مندفع ) . كما لا ينبغي ألا تكون الصياغة شديدة النوعية والخصوصية ( مثلاً : في إجتماع سابق شعرت بأنني أهنت ، ولم أستطع أن أنتقم لنفسي ، أو أنني خسرت مبلغاً من المال ، أو تقطعت علاقتي مع أحد ) . فالصياغة العامة جداً تجعل من العسير عليك القيام بعملية تشخيص جيد للأشخاص ، والمواقف التى يتعذر عليك خلالها أن تحقق قدرتك على تأكيد الذات . والصياغة الشديدة الخصوصية قد ترتبط بموقف يتعذر تكراره ، ومن ثم فقد تستنفذ جهداً لا ضرورة منه للتدريب على مواجهته ، بينما قد لا يحدث مرة أخرى ، ومن الصياغات الجيدة التى تحقق التوازن المطلوب الأمثلة التالية :


* أشعر بأنني أنفعل بشدة عندما أريد أن أعبر عن وجهة نظري فى إجتماع عام


* أجد نفسي أستأذن أكثر من اللازم لكي أقول رأيي فى موضوع معروض للمناقشة ، ومع أناس فى مستواي أو أقل مني .


* أفراد أسرتي يشكون من أني لا أعطيهم وقتاً كافياً .


* ألاحظ أنني لا أستطيع أن أعتذر عن ضيق وقتي ، إذا إتصل بي تليفونياً أحد الزملاء "" للدردشـة "" .


* أجد صعوبة ف بدء محادثة ، أو في إستمرارها خاصة مع الأشخاص في مواقع السلطة


* زملائي يعتقدون أنني شديد الانفعال والغضب والإندفاع .


4- 4- أن يمثل الموقف أو المواقف التى إخترتها مشكلة فعلية تعاني منها ، وتؤثر في الصحة النفسية ، أو الجسمية ، أو علاقاتك الأسرية والمهنية .


5- 5- أن تغطي المواقف التى إخترتها مجالات متنوعة كالمنزل والعمل والمدرسة .


الخطوة الثالثة :


ضع المواقف التي إخترتها فى النموذج المرفق بعنوان تدريب القدرة على تاكيد الذات : نموذج ملاحظة الأداء التوكيدي ( شكل 1 ) وراقب نفسك يومياً في كل موقف اخترته بالطريقة التالية :


- إملأ صورة من النموذج يومياً .


- حدد بإستخدام مقياس يتراوح من صفر إلى 10 وبالنسبة لكل موقف اخترته ، حدد درجة شعورك بالراحة في التعبير التوكيدي عنه ، كذلك على نفس المقياس حدد درجة ما إكتسبته من مهارة في التنفيذ الملائم للموقف في كل مرة حدث فيها . مع مراعاة أن الدرجة صفر تعني أنني غير راض على الإطلاق على أدائي ( يعني لم أكن مرتاحاً ولم أقم بالتعبير التوكيدي المناسب ) ، بينما 10 تعني أنك راض تمام الرضا عن مهارتك في الأداء التوكيدي للسلوك الذي اخترته للتدريب . ولعملية المتابعة فوائد كثيرة من أهمها أنها ستمنحك صورة واقعية يومية عن مدي التحسن الذي تنجزه ، ومن ثم تتاح لك الفرصة لتكتشف الجوانب الخاصة من المواقف التي تشعر خلالها بالإعاقة عن التنفيذ الإيجابي للمهارة المكتسبة .


- إحتفظ بالنماذج التي ملأتها في مكان أمين للعودة إليها بين الحين والآ خر



شكل 1 : جامعة الملك فيصل المستشفى التعليمي / العيادة السلوكية/  تدريب القدرة على تأكيد الذات : نموذج ملاحظة الأداء التوكيدي


لكي تحقق أكبر فائدة في تدريب مهاراتك الإجتماعية ، ضع في الخانة الأولى من النموذج المواقف التي تعتقد أنك تعاني فيها قصوراً واضحاً ، إستعن في ذلك بإجاباتك على مقياس تأكيد الذات . حدد يومياً ( وبالنسبة لكل موقف ) من شعورك بالرضا عن الأداء التوكيدي له في الخانة الثانية .


وفي الخانة الثالثة قدر مدى التقدم فى الأداء . إستخدم مقياساً يتراوح من صفر إلى 10 ، حيث صفر تعني أنك غير راض على الإطلاق ، بينما تعبر عن رضاك التام ، قد تحتاج إلى تصوير عدد كبير من هذا النموذج ليمكنك من المتابعة المستمرة للتحسن فى تدريب قوتك والثقة بنفسك .. وإلى الأمام .

























































المهارة فى تأكيد الذات


الشعور بالراحةالموقف
صفر

صفر



أمثلـة :


سأقوم بإتصال لإلغاء موعد سبق أن وافقت عليــه


36سأتحدث إلى جيراني بشأن ما يسببه أطفالهم من إزعاج
87سأناقش زميلي ( م ) بسبب ما يشيعه عني
45سأشرح لأسرتي الظروف التي أعاقتني عن شراء الأشياء المطلوبة

سجل فى الجزء الباقي بنفس السابق أنواع السلوك التي


ترجو تنفيذها اليوم ، أو الأيام القليلة القادمـة :


1-
2-
3-
4 - 5 - 6- ......

جامعة الملك فيصل المستشفى التعليمي / العيادة السلوكية /نموذج تدريب القدرة على تأكيد الذات : نموذج ملاحظة الأداء التوكيدي



























































































المهارة في تأكيد الذاتالشعور بالراحةالموقف ( أمثلة )
صفرصفرسأقوم بإتصال لإلغاء موعد سبق أن وافقت عليه
36سأتحدث إلى جيراني بشأن ما يسببه أطفالهم من إزعاج
87سأناقش زميلي ( م ) بسبب ما يشيعه عني
45سأشرح لأسرتي الظروف التي أعاقتني عن شراء الأشياءالمطلوبة .
××

سجل فى الجزء الباقي بنفس النظام السابق أنواع السلوك التي ترجو تنفيذها اليوم ، أو الأيام القليلة القادمة :


971- رفض طلب الأهل للذهاب إلى السوق .
1082- طلب تغيير ورقة نقدية ريالية .
783- دخول محل زينة الهدايا وفيه مجموعة من النساء .
874- أن أطلب صيانة الجامعة لتشغيل الأنوار فى غرفتي .
835- مراجعة ورقة الإختبار مع أستاذ المادة .
صفر6* 6- رفض إعطاء الآلة الحاسبة لصديق يريدها للإمتحان وأنا أحتاج إليها
887- الذهاب إلى محل النظارات منفرداً .
صفر5* 8- رفض الذهاب مع صديق إلى المطعم فى الساعة 12 ليلاً .
989- استفسار من أصحاب الأمن كي يدلوني على محل الهداية .
صفر3* 10- الإعتذار عن عدم الذهاب مع الأصدقاء إلى " دبي " .
صفرصفر* 11- أن أصارح صديقاً بسلوك خاطئ نحوي .

* صعوبات في معاملة الأصدقاء والزملاء .


الخطوة الرابعــة :


تأتي بعد ذلك مرحلة الممارسة السلوكية للتوكيدية ، وتكون في البداية على المستوى التخيلي . وعادة ما تتم الممارسة التخيلية للتوكيدية في أي موقع ، وبأكبر قدر ترغب فيه .


تبدأ جلسات التخيل التوكيدي بتركيز الذهن على موقف أو موقفين على الأكثر ، من المواقف ال 10 من القائمة الشخصية كما أشرنا إليها فى الخطوة الأولى ، وليكن الموقفان اللذان تختارهما في البداية من المواقف التي تتكرر كثيراً في حياتك ، أو الوشيكة الوقوع .


ومن المفروض أن تستغرق الجلسات الأولى من جلسات التدريب مما يقرب من 15 دقيقة كل يوم ، وأن يكون ذلك في مكان هادئ تستطيع فيه أن تركز جيداً ، وألا تتعرض فيه لكثير من المشتتات ، ولكن يمكنك أن تكون اكثر مرونة فى الجلسات المتأخرة ، بحيث تختار الوقت والمكان ، والكيفية ، التي ستمارس بها التدريبات المطلوبة .


ويتطلب التدريب على خلق صور ذهنية أن :


1-   1-   تركز على الموقف الذي اخترته لتبدأ به الجلسة التدريبية ، وأن تتخيل مثالاً مجسماً وعيانياً لهذا الموقف ، أغلق عينيك ، وأجلس فى استرخاء ، ثم تخيل المشهد الذي يحدث فيه الإحتكاك الإجتماعي والتفاعل وكأنه صورة حية ، بما فى ذلك ، أين حدث ( أو أين سيحدث ) ، ومن هم الحاضرون فيه ، ومتى حدث أو سيحدث ، وأين موقعك في هذا الموقف : هل أنت جالس أم واقف وأين ؟ ..


2-  كون صورة حية فى مخيلتك للموقف ، كما لو كانت صورة فوتوغرافية ، تتحول تدريجياً لمشهد سينمائي يضع أمامك المشهد بكل الحاضرين فيه ، مواقعهم فى المشهد ، ما يقوله كل واحد منهم ، وما يفعله ، وسير الأحداث إلى اللحظة التي تتطلب منك أن تكون توكيدياً .


3-  3-  عندئذ تخيل ، بنفس الوضوح ، سلوكك الخاص في هذا المشهد ، بما فى ذلك ما ستقوله أو ما ستفعله بصورة جيدة ترضى عنها في الموقف ، أي الصورة التوكيدية التى حددتها لنفسك ، والتي يجب أن تخلو من العدوانية والسلبية ، أي السلوك الذي سيرضيك ، ويبعث في نفسك إحساس بالسرور والرضا إذا إستخدمته في معالجة هذا الموقف . ليس بالضرورة أن يكون التصرف التوكيدي المتخيل تصرفاً خارقاً ، أو شديد الجاذبية أو لافتاً للأنظار ، إذ يكفي أن تكون أنت راضياً عنه فحسب .


4-  4- عد بعد ذلك لتخيل ما يحدث فى المشهد نتيجة لتصرفك ، ما الذي سيقوله الحاضرون أو ما الذي سيفعلونه ؟ حاول أن تكون إيجابياً بأن تتخيل ردود فعل إيجابية من قبل الآخرين . والحقيقة أن التصرف التوكيدي عادة ما يؤدي إلى إستجابات طيبة من الآخرين  هذا بالرغم من أن بعض الإستجابات التوكيدية لا تلقي قبولاً مؤيداً من الآخرين  وفي هذه الحالة ، تذكر أن هدفك ليس أن تحصل على التأييد الكامل بقدر ما تريد أن تعالج الموقف بأكبر قدر ممكن من الكفاءة ، لا أن تتحكم في سلوك الآخرين ، أو أن تتنبأ باستجاباتهم ، أو أن تتلاعب بمشاعرهم .


5-  5- أعد بعد ذلك نفس المشهد من جديد ، إلى أن تجد نفسك راضياً وخالياً من التوتر عند تصرفك التوكيدي في الموقف ، بنفس السياق الآتي :


·  صورة حية للمشهد ، كما لو كان صورة فوتوغرافية تتحول إلى :


·  مشهد سينمائي متحرك ، يقود تدريجياً إلى :


·  فعل أو قول توكيدي يرضيك ، ويستثير :


·  إستجابة ( عادة ما تكون إيجابية ) ، من قبل الحاضرين في الموقف .


·  كرر هذا الإجراء بنفس السياق للتدريب التوكيدي على مواقف أخرى .



الخطوة الخامسة : الممارسة الفعلية والتقييم


وأخيراً يجيء دور الممارسة الفعلية للمهارة المكتسبة . وعادة ما يتم الإنتقال إلى هذه المرحلة بعد أسبوع من الممارسة التخيلية . بالطبع لن تكون البداية بالقوة التي نتوقعها ، وقد يكون أداؤنا لما إكتسبناه بطريق التخيل أخرق إلى حد ما ، وذلك بسبب كثير من العوامل الخارجية التي يصعب حسابها تماماً في مواقف التخيل ، ومع ذلك فمن المؤكد أن الإستمرار فى الممارسة سيؤدي إلى التحول المطلوب وستحول التوكيدية تدريجياً إلى خاصية طبيعية غير مصطنعة كما كانت في بدايات التدريب . لا حظ على أي حال ، أن تخطط مسبقاً للموقف الذي ستتدرب عليه ، ولهذا تجدني عادة أطلب من مرضاي ألا ينتظروا المواقف حتى تحدث أمامهم ، فتصيبهم فجأة ، ولكن أطلب منهم في هذه المرحلة التي أميل إلى تسميتها بمرحلة المجازفة المحسوبة ، أن يختلقوا بعض المواقف الإجتماعية البسيطة ، وأن يتصرفوا حيالها بحسب الخطة التوكيدية المرسومة سابقاً بطريق التخيل :


ومن الأمثلة على ذلك :


1- أن يشتري شيئاً ، ثم يرجع بعد ساعة لإعادته لأنه غير رأيه .


2- أن يسأل في الفصل ما يعادل 10 أسئلة أسبوعياً .


3- أن يقترض شيئاً من زميل أو صديق .


4- أن يعطي موعداً ثم يعتذر عن تنفيذه فيما بعد .


5- أن يتعمد إيقاف الناس لسؤالهم عن مكان معين .


6- أن يعبر عن إعجابه بشيء خاص بصديق أو زميل أو أحد أفراد الأسرة عدداً من المرات يتفق عليه مسبقاً ....إلخ .


وفي هذه المرحلة عادة ما نوجه الشخص إلى أن يتعمد حدوث المواقف التي تتسم بالسهولة ، والتي نتوقع نجاحه فيها ، وذلك لتدعيم النشاط الجديد ، ولأن النجاح يشجع على نجاح أكثر . كذلك نطلب منه أن يختار الأشخاص الذين يتوسم فيهم التقبل والتعاون والتشجيع ، أما التعامل مع المواقف الإجتماعية التي تشتمل على أشخاص ميالين للنقد والعدوانية ، فهذه تظل لتدريبات مستقلة متأخرة نسبياً ، فضلاً عن هذا سيظل هناك تداخل دائم بين الممارسة التخيلية والممارسة الفعلية . ففي كل الأحوال تحتاج للمارسة التخيلية بما فيها لعب الأدوار مسبقاً للموقف مرات ومرات  حتى يجيء أداؤك متقناً خالياً من التصنع ، ولا ينتهي بالإحراج لك أو لمن حولك ( بالرغم من أنه لا مفر من ذلك في البدايات الأولى من جلسات المجازفة المحسوبة ) .


وبعد مرور أسبوعين من الممارسة الفعلية للتوكيدية في الحياة الواقعية ، يتطلب منك الأمر أن تقوم بعملية تقييم للأداء ، ويتم ذلك بأن تعود للإستمارة الأولى الخاصة بمراقبة الذات ، لكي تحدد عليها من جديد مدى التقدم ومدى شعورك بالراحة بالنسبة لمواقف الممارسة التي إخترتها ، فإذا شعرت بالرضا عن الأداء التخيلي والفعلي ، فمعنى ذلك أنك تسير في طريق النجاح ، وما عليك إلا أن تستمر بنفس المنطلق والتدريب على بقية المواقف التي وضعتها على القائمة ، ومن المفضل أن تبدأ أيضاً بموقف أو موقفين تمارس أداءهما التوكيدي بالتخيل ثم فى الواقع ولمدة ( 10-15) دقيقة يومياً وبإنتظام ، ولكنك قد ترغب فى أن تمدد الوقت أكثر فأكثر خاصة إن كنت تعاني من العجز عن توكيد الذات بشكل مزمن ، كما ينبغي أن تتقدم تدريجياً إلى إختلاق مواقف أكثر مجازفة ، بأن تعرض نفسك لمواقف إجتماعية طبيعية غير محسوبة ( مثل التطوع لإلقاء محاضرة عامة ، أو إتخاذ المبادرة فى عمل حفل تتولى أنت تنظيمه ، أو أن تتناول الطعام في مطعم عام ، ثم تطلب إستبدال ما طلبت إلخ )


وفي كل الأحوال عليك أن تكون مستعداً أحياناً للفشل ، فليس من المطلوب دائماً أن تفوز في كل المواقف ، كما لا ينبغي أن تتوقع دائماً الحصول على الدرجة النهائية أو الفوز المطلق في كل موقف تختاره ، وإذا لم تجد نفسك متقدماً فى أدائك التوكيدي بالرغم من إتباعك لكل الخطوات السابقة فلا بأس إذ من حقك أن تكون توكيدياً أو لا تكون ، كما أن هذا الأسلوب قد لا يصلح لك ، وأنك قد تستجيب لأساليب أخرى من أساليب تدريب المهارات الإجتماعية .


ستلاحظ أنه لا توجد بين العبارات عبارات صحيحة أو خاطئة ، لأن الهدف من هذا المقياس ليس قياس ذكائك أو إمكانياتك على التصرف المثالي . إنه محاولة للإعانة على تكشف الإحتياجات الخاصة بكل شخص في مختلف المواقف الإجتماعية . بعض الأشخاص قد لا يجد مشكلة مثلاً من الشكوى من خدمة سيئة في مكان حكومي أو عام ، أو الشكوى من صديق ، أو الزوجة ( أو الزوج ) ، لكنه يجد مشكلة حقيقية في تأكيد ذاته في المواقف الشخصية الحميمة كالإحتجاج على الوالدين ، أو أخطاء شخص فى موقع سلطة .... إلخ . وهذا المقياس يهدف إلى التحديد النوعي لهذه المجالات ، ومن المطلوب منك أن تحاول أن تجيب على عباراته بالطريقة الموضحة أعلاه ، ثم ناقش بينك وبين نفسك كل سؤال بالتفصيل ، محاولاً أن تحدد مواطن الضعف في التعبير عن مشاعرك في جوانب الحياة الإجتماعية المختلفة .









شكل( 2 ) مقياس تأكيد الذات

يتكون هذا المقياس من عدد من الفقرات المطلوب الإجابة عن كل منها بطريقتين ، تكشف الأولى منهما عن مدي شيوع الإستجابة التوكيدية فى حياتك ، وتكشف الثانية عن التعبير عن مدي شعورك بالراحة أو عدم الراحـة إزاء ما تمثله هذه الفقرة من سلوك ، بالشكل الآتي :

تقديرك لشيوع السلوك الذي تمثله الفقرة ( أو البند ) :


حدد مدى شيوع السلوك الذي تمثله الفقرة بوضع أحد الأرقام الثلاثية التالية في العمود " أ " :


1- لا يحدث ذلك إلا نادراً، وإذا حدث فلم يحدث خلال الشهر الأخير .

2- حدث هذا مرات قليلة ( من 1 إلى 6 مرات ) في الشهر الماضي .

3- حدث ذلك دائماً ( من 7 مرات فأكثر ) خلال الشهر الماضي .

تقديرك لمدى إحساسك بالتقبل والراحة لهذا السلوك أو عدم التقبل له :

حدد مدى ما تشعر به إزاء ذلك السلوك من راحة و عدم راحة بوضع أحد الأرقام الثلاثة التالية في العمود " ب " :

1- شعرت بعدم الراحة تماماً وبالإنزعاج عندما حدث ذلك .

2- شعرت بعدم الراحة إلى حد ما أو بالضيق عندما حدث ذلك .

3- كان شعوري محايداً عندما حدث ذلك ( أي لم أكن منزعجاً ولا مرتاحاً ) .

4- شعرت بقليل من الإرتياح ، أو إنتابتني مشاعر طيبة إلى حد ما عندما حدث ذلك .

5- شعرت براحة عميقة جداً عندما حدث ذلك .

إذا لم يحدث هذا السلوك بالمرة خلال الشهر الأخير ، فيمكنك الإجابة عنه بحسب تقديرك لمدى الشعور إزاءه لو أنه حدث لك فعلاً ، وإذا كان السلوك أو الموقف الذي تمثله العبارة قد حدث أكثر من مرة ، فحاول أن تقدر شعورك نحو هذه المواقف على وجه العموم وليس على كل مرة بمفردها .






























































































































بأرقم
أن أرفض طلباً لشخص أراد أن يقترض نقوداً مني …..

1-


أن أطلب خدمة أو معروفاً من شخص ……

2-


مقاومة إلحاح من بائع أو مندوب شركة ……

3-


الإعتراف بالخوف …….

4-


أن أعبر لشخص تربطني به علاقة حميمة عن ضيقي بسبب شيء فعله أو قاله

5-


أن أعترف بجهلي وعدم معرفتي بموضوع يناقش …….

6-


أن أرفض طلباً لصديق يريد أن يستعير سيارتي …………

7-


مقاطعة صديق كثير الكلام ………………..

8-


أن أطلب نقداً بناء ……………………….

9-


أن أستوضح عن نقطة معينة غامضة فى شيء قيل …….

10-


أن أستوضح عما إذا كنت قد جرحت أو أحرجت مشاعر الآخرين ……

11-


أن أعبر لشخص من نفس جنسي عن إعجابي به ( أو بها ) ……

12-


أن أعبر لشخص من الجنس الآخر عن حبي له ( أو لها )

13-


أن أطالب بخدمة إضافية كان يجب أن تقدم ( فى مطعم ، مثلاً )….

14-


أن أتناقش مع شخص آخر بصراحة عن نقد يوجهه ( أو توجهه ) لسلوكي .

15-


أن أعيد أشياء إشتريتها نتيجة لعيب فيها ( لمحل أو مطعم ) …….

16-


أن أعبر عن رأي يختلف عن رأي شخص أتحدث إليه …….

17-


أن أرفض علاقة أو رغبة في التقرب مني يبديها طرف آخر نحوي …..

18-


أن أعبر لشخص عن مدى إجحافه وظلمه بسبب تصرف خاطىء منه  أو منها

19-










































































































































بأرقم
أن أرفض دعوة لحفل أو ( عزومة ) من شخص لا أحمل له مشاعر إيجابية20-
أن أقاوم إلحاح شخص أو جماعة لتناول مشروبات أو خمور …….21-
أن أرفض القيام بعمل غير مرغوب وغير عادل يطلبه مني شخص مهم..22-
أن أطالب بإرجاع شيىء أو أشياء تم إقتراضها أو إستعارتها من قبل ….23-
أن أعبر لصديق أو زميل عن عدم إرتياحي عندما يقول أو يفعل شيئاً يضايقني24-
أن أطلب من شخص التوقف عن شيء يضايقني في مكان عام ( كالتدخين )25-
توجيه نقد لصديق …………………….26-
توجيه نقد لزوجتي ( أو زوجي )…………………27-
أن أعبر عن حبي لشخص معين ………………….29-
أن أطلب إستعارة أو إقتراض شىء أحتاج إليه …………….30-
أن أعبر عن رأي فى مناقشة عامة لموضوع مهم ………….31-
أن أصر على موقفي فى موضوع مهم ……………………..32-
أن أدعم وجهة نظر صديق يتناقش مع صديق آخر ………..33-
أن أعبر عن رأي لشخص لا أعرفه معرفة جيدة …………..34-
أن أقاطع شخصاً ، وأطلب منه إعادة وجهة نظر لم أسمعها جيداً …..35-
أن أعارض شخصاً حتى لو كنت أعرف أن ذلك سيضايقه ( أو يضايقها )36-
أن أعبرلشخص عن خيبة أملي فيه ، أو أنه خذلني ……………….37-
أن أطلب من شخص أن يتركني بمفردي …………………………38-
أن أعبر لصديق أو زميل عن إعجابي بشىء جيد قاله أو فعله ……..39-
أن أعبر لشخص عن تأييدي لوجهة نظر جيدة قالها فى إجتماع عام ….40-
أن أعبر لشخص عن مدى سروري بحديثي أو لقائي معه ……41-






















































بأأن أطلب مساعدة أو نصيحة من شخص معين28-
أن أمتدح عملاً مبدعا أو مبهراً ………………..42-
أن أرفض إلحاحاً لتناول أطعمة أو مشروبات لا تناسبني ( صحياً مثلاً)43-
أن أطلب من معارفي أو جيرتي أو أقاربي الحد من عمل أشياء تسبب لي الإزعاج أو لأسرتي ( إثارة ضوضاء مثلاً )…………44-
أن أطلب من شخص أن يقلل من إلحاحاته المستمرة …………..45-
أن أطلب أن تكون الزيارات لي بموعد أو بإتصال سابق ………46-
أن أعبر أمام رئيسي فى العمل عن عمل إيجابي ……………..47-
أن أعبر عن شكواي من تصرف مجحف أو غير عادل …………48-


" من كتاب الاكتئاب اضطراب العصر الحديث .. فهمه وأساليب علاجه ، سلسة عالم المعرفة 1998 للمؤلف "

تأكيد الذات و الثقة بالنفس

http://i41.tinypic.com/35jbguq.jpg


وتعنى بأسلوب تأكيد الذات هو ان يدرب الفرد نفسه باستمرار على التعبير عن النفس بثقة (وبدون مبالغة) .. وعلى ان يعبر عن مشاعره – سواء كانت ايجابية او سلبية – وعن آرائه .


فعلى الفرد ان يدرب نفسه على تنمية قدرته على التعبير عن مشاعر الحب .. او الاعجاب .. او التقدير .. وايضا عن مشاعر الرفض او الغضب او الكراهية .. تعبيرا لفظيا واضحا .. ومباشرة .


ويؤدى اتباع هذا الاسلوب الى الثقة بالنفس .. واحترام الذات .


ومما لاشك فيه ان التغيرات التى تحدث فى سلوك الفرد ومظهره .. والتى تؤكد للفرد ذاتيته .. يكون لها اثر لا يستهان به فى ادراك الفرد لنفسه وادراك الآخرين له ايضا .


كما ان لهذا الاسلوب فوائده فى تحسين قدرة الفرد على التوافق الاجتماعى .. وعدم كبت المشاعر ..



ويقوم بعض المعالجين الذين يتبعون مثل هذا الاسلوب بتدريب مرضاهم على كيفية اداء المواقف الاجتماعية المختلفة مثل كيف يتحدث الفرد مع رئيسه .. وكيف يعبر عن رأيه امام الاخرين خاصة ذوى السلطة او النفوذ .. او كيف يعبر الفرد عن نفسه وعن مشاعره اما الجنس الاخر . وتتعدد اساليب تأكيد الذات .. فبعضها يعتمد على تأكيد الذات من خلال المظهر والسلوك العام . ففى المران على تأكيد الذات من خلال المهارات اللفظية .. يجب ان يهتم الفرد بالحضور الذهنى فى المواقف المختلفة .. وبعد الانشغال بأمور الحياة ومشكلاتها اثناء تواجده فى المواقف الاجتماعية المختلفة .



كذلك فيجب ان يدرب الفرد نفسه على استخدام عبارات تؤكد وجوده مثل "انا احب" .. او "انا اكره" .. او "انا اؤيد" .. او "انا ارى" مع عدم الخوف من النقد الاجتماعى .. وايضا عدم المبالغة فى تأكيد الوجود .. مع توخى الصدق فى التعبير عن النفس .. فلا تكون المعارضة بغرض جذب الانتباه .


ويعتقد البعض ان الظهور بمظهر الخنوع المبالغ فيه او الادب والاستكانه والخجل قد يجلب اليهم القبول او الحب او التقدير ، ولكن هذا الاعتقادغير صحيح ، وتستطيع اذا كنت من هؤلاء الذين يسلكون مسلك الخانعين المساكين امام رؤسائهم او امام اى مسئول .. فما عليك الآن الى ان تتخيل انك ذلك المسئول .. وان امامك اثنين من مرءوسيك :


الاول .. مهذب .. هادئ .. واثق من نفسه .. يتحدث بهدوء واطمئنان .. ويتحدث ايضا بثقة وبدون مبالغة عن قدراته وعن آرائه ومشاعره .


والثانى .. مهذب .. هادئ .. ولكن خجول .. متلعثم .. منطو .. يميل الى الاستكانه او المسكنة والانكسار .. والى التقليل من قيمة نفسه .


فإلى ايهما تميل ؟


وفى ايهما تثق ؟


وايهما تحترم ؟


فحاول ان تكون ذلك الشخص الاول لأنك اذا لعبت دور الشخص الثانى ونجحت فى اكتساب بعض العطف والقبول فإنك ستفشل فى اجتذاب الثقة والاحترام والتقدير .


وتأكيد الذات من خلال اهتمام بمظهره العام .. امر هام ايضا .. فيجب ان يهتم الفرد بارتداء ملابس نظيفه .. وانيقة .. ومناسبة .. وغير مبالغ فيها .. او فى اسعارها .


كما يجب الاهتمام بالنظافة الشخصية ، والتخلى عن بعض العادات المنفره مثل عادة البصق على الارض او حك الجسم او نتف شعر الوجه امام الاخرين ، او التجشؤ بصوت مسموع .. الخ .


كذلك فان الظهور دائما بوجه عبوس .. مقطب الجبين .. او بوجه جامد الملامج او مهموم ينفر الناس .


بينما يجذبهم ذلك الوجه الهادئ المبتسم .


ولاحظ التغييرات التى تحدث حتى فى نبرة صوتك عندما تكون مكتئبا مهموما او خائفا .. ثم وانت هادئ او سعيد .. ان الفرق شاسع ..


فلاحظ ان يكون صوتك واثقا .. غير منكسر وغير متوتر النبرات .. وان تكون كلماتك واضحة واثقة .


ان هذه اللمحات الصغيرة .. هى لغة تعبر عن الفرد وعن حالته النفسية .. ابلغ تعبير .. تماما كلغة العيون . فيجب ان تؤكد .. للآخرين .. مشاعرك .. وثقتك بنفسك من خلال .. السلام باليد .. ومن خلال حركات الجسم .. واشارات اليد .. وطريقة المشى .. الخ .


كما يجب ان تعود نفسك على عدم الخجل عند تلقى الثناء او الشكر .. او كلمات الاعجاب والمدح .. بل يجب ان تظهر رضاك وامتنانك لهذا .. ويستحسن ان تعلن عن شكرك وسعادتك بكل تقدير تناله .. وأن تدرك أن كل أنسان يحب الثناء على إيجابياته وأن كلمات الثناء والتقدير والمجاملة بدون مبالغة أو نفاق تفتح القلوب وأبواب النجاح .

الخميس، 1 أبريل 2010

هل خلق الله الشر؟

http://i43.tinypic.com/2ptqq2r.jpg


وقف دكتور جامعي بإحدى الجامعات المشهورة وتحدى الطلاب سائلاً إياهم: "هل خلق الله كل شيء؟"
فقام احد الطلاب وأجاب بشجاعة: "نعم"
فكرر الأستاذ سؤاله: "أهو خلق كل شيء؟؟"
نعم بالتأكيد أجاب الطالب.
فأجابه الأستاذ،
"حسناً،
إن كان الله خلق كل شيء، فهو بالتأكيد خلق الشر أيضاً لأن الشر موجود،
وبما أن أعمال الكائن تدل عليه
لذلك يمكننا أن نفرض ان الله شرير لأنه خلق (عمل) الشر!!!"
صمت الطالب قليلا ولم يجد بما يجيب الأستاذ على استنتاجه.
أما الأستاذ ففرح بهدوء معتدا بنفسه أمام الطلاب بأنه برهن مرة أخرى أن الإيمان المسيحي بالله ليس إلا مجرد خرافة.

وفجأة رفع طالب آخر يده وقال : "أستاذ، هل لي أن اسأل سؤالاً ؟"

"بالطبع" أجاب الأستاذ.
فوقف الطالب وسأل :  "أستاذي، هل البرد موجود؟"
"أي نوع من الأسئلة سؤالك هذا؟!  بالطبع البرد موجود. ألم تشعر به من قبل ؟؟"
بينما باقي الطلاب أخذوا ينظرون على سؤال الطالب بشيء من الضحك أجاب الطالب:
" حقيقةً  البرد ليس له وجود.
فبحسب قوانين الفيزياء، ما يعتبر برداً هو انعدام وجود الحرارة الكافية.
كل جسم أو شيء يمكن دراسته عندما يتمكن هذا الجسم من تمرير طاقة،
والحرارة هي التي تكسب الأجسام الطاقة.
إما درجة الحرارة المسماة الصفر المطلق فهي درجة الحرارة التي بها يكون انعدام كلي لوجود الحرارة.
فالبرد  غير موجود.
نحن من أوجدنا المصطلح "البرد" لنصف كيف نشعر عندما تتناقص الحرارة أو تنعدم"


وتابع الطالب ليسأل الأستاذ قائلا: "أستاذ، هل الظلام موجود؟"
أجاب الأستاذ "بالطبع يوجد ظلام!!"
فأجاب الطالب:
"أخطأت مرة أخرى يا أستاذ،
الظلام غير موجود !!
فالظلام حقيقةً هو عدم وجود النور.
النور يمكن دراسته لكن ليس الظلام.
وبالفعل يمكننا دراسة النور، ونقيس شدته، ونحدد ألألوان التي تركبه،
ونحسب كمية الطاقة التي يحملها. وكذلك يمكننا تصنيفه لضوء مرئي وغير مرئي وما الى ذلك...
لكنك لا تستطيع قياس الظلام.
شعاع نور بسيط يمكنه ان يخترق عالم الظلام ويضيئه (فيلاشيه).
كيف يمكننا أن نعلم ما مقدار الظلام بمكان ما؟ نقيس كمية النور المتواجد بذات المكان أليس كذلك؟


فالظلام هو مصطلح يستعمل لوصف ما يحدث عندما لا يكون هنالك نور"


وأخيراً سأل الطالب الأستاذ: "أستاذ، هل الشر موجود؟ "
والآن وبثقة مهزوزة أجاب الأستاذ:
"بالطبع، وقد قلت هذا قبل قليل.
ويمكننا رؤية أمثلة للشر يوميا مثل التصرفات اللا إنسانية، الإجهاض، الحرب ...
فالشر يتمثل بكل الجرائم والعنف في كل أصقاع الأرض.
أليس هذا هو الشر ؟!!!"


لهذا رد الطالب قائلاً:
" الشر غير موجود !!!  أو على الأقل ليس موجود بحد ذاته.
الشر بكل بساطة هو نتيجة ما يحدث لانعدام وجود محبة الله بقلب الإنسان.
فالشر كلمة أوجدها الإنسان ليصف السلوكيات الناتجة عن عدم وجود محبة الله بقلبه.
تماما مثل الكلمتين الظلام والبرد .
فالله لم يخلق الشر !
الشر هو نتيجة ما يحدث عندما تنعدم محبة الله بقلب الإنسان.
تماماً كما أن البرد يحدث لانعدام الحرارة والظلام لانعدام النور"


وعندها جلس الأستاذ على كرسيه وبصمت.


القصة تنتهي هنا!
لكن هنالك قصة أخرى تبدأ هنا
قصة وجود الله بحياتك أنت !!
فهل الله موجود بقلبك ؟
لا تحاول الإجابة على هذا السؤال بشفتيك،
بل دع تصرفاتك تعكس جوابك !!!
تصرفاتك اليوم ، وتصرفاتك غداً وبعد غد .
تصرفات التي تحوي محبة وانفتاح على الآخر وعلى الله وعلى النفس وبصدق.


إن كانت حرارة الروح القدس تضرم قلبك وتوجهه للبحث عن الله،
ونور الرب يسوع ينير داخلك لتسير على دروب المحبة الإلهية
ستمتلئ من محبة الله ألآب بقلبك
وبالتأكيد ستكون أعمالك صالحة ولا شر فيها

السبت، 30 يناير 2010

مفترق طرق

http://i47.tinypic.com/b8qoif.jpg


“In the search for your destiny, you will find yourself obliged to change direction”.


“Each person can take one of two attitudes: to build or to plant. Builders may take years over their tasks, but one day they will finish what they are doing. Then they will stop, hemmed in by their own walls. Life becomes meaningless once the building is finished. Those who plant suffer the storms and the seasons and rarely rest. Unlike a building, a garden never stops growing. And by its constant demands on the gardener’s attentions, it makes of the gardener’s life a great adventure”.


Paulo Coelho


هذه العبارات لباولو كويلو من كتابه “الحياة” الذي يضم أشهر مقولاته المقتبسة من مؤلفاته حفزت بداخلي بعض التأملات وجعلتني أفكر في الاحداث السيئة التي تعترض حياتنا بين الحين والآخر فتدفع بنا إلى اتجاه لم نختره بملأ ارادتنا. الاشارات التي تخبرنا بأنه قد حان الوقت للتغيير ولكننا نتجاهلها او نحاول عدم الالتفات لها. بدون هذه الاحداث تستمر الحياة على وتيرتها المعتادة ولا نتوقف لإعادة أكتشاف أنفسنا أو اكتشاف العديد من الخيارات والفرص التي قد تصبح نقطة تحول جذرية في حياتنا فيما بعد. فمعظمنا يفضل الركون الى المنطقة الآمنة من الحياة ، السير في الطرق التي يحفظ تضاريسها وخباياها، تقفي أثر من سبقونا في الرحلة للتأكد من موضع خطواتنا واقدامنا حتى تحين اللحظة التي ترغمنا فيها الظروف على الوقوف امام مفترق طرق.


http://i47.tinypic.com/34iphzr.jpg


على مفترق الطرق يكون الاختيار صعباً ومحيراً .. يبدو الافق أكثر اتساعاً ورحابة وتبدو الاحلام أقل استحالة مع أشعة الصباح الأولى اذ لا شئ يعادل لحظة انجلاء العتمة الموحشة وتحولها إلى لحظات إشراق جديدة.


على مفترق الطرق تبدو المسارات شاسعة وطويلة وغير واضحة المعالم ، وحتى نبدأ الرحلة فأننا نجهل تماما ما الذي ينتظرنا على الجانب الآخر من العالم وما اذا كانت زرقة السماء الصافية سترافقنا طيلة الرحلة أم ستتخلى عنا أمام أول موجة من السحّب والعواصف. لاشئ يبدو واضحاً حينما نمضي في رحلة مجهولة خاليين الوفاض من كل شئ سوى من الامل وتتبع صوت الحدس والقلب.


يقال بان العثرات حينما تأتي فأنها تأتي مجتمعة ولكنها هكذا لسبب، فنحن لا نفكر في اعادة ترتيب حياتنا بسبب عثرة يتيمة .. التعثر المتكرر وانهيار جدران الامان من حولنا هو ما يفتح أعيننا على الطرق والخيارات الأخرى المتاحة في الحياة. هو ليس بالضرورة علامة من علامات الفشل فكل شئ قابل للتحول بين لحظة وأخرى حتى الطرق التي رأيناها من بعيد وأكتشفناها في يوما ما قد لا تعود هي الطرق ذاتها حتى وان اعدنا الرحلة وسلكنا المسار ذاته، التجارب والتاريخ لا يعيدان انفسهما الا حينما يتوقف الزمن من حولنا أو نتوقف نحن عن النمو.


ان نختار ان نزرع أو ان نبني فليس هذا هو المهم، المهم ان نستعد لذلك اليوم الذي قد نحتاج فيه ان نغير من ادوارنا .. ان نبذر نوع مختلف من الزهور ..ان نزيل السور أو نفتح نافذة جديدة تطل على زاوية مختلفة من الحياة كانت تحجبها الجدران عنا

السبت، 23 يناير 2010

ايمانك بحلمك يصنع المعجزات

http://i48.tinypic.com/2n6ysuh.jpg


أيا كان حلمك وأيا كانت اراء من حولك فيه فأنت وحدك الذي صنعته وانت وحدك القادر علي إخراجه للنور،إنك إذا امنت بالشئ تستطيع تحقيقه ولنا في الحياة مئات من القصص لرجال ونساء امنوا باحلامهم إيمانا شديدا رغم كل التعليقات الساخرة المهبطه للعزيمة من أقرب الناس إليهم،إلا أن صدقوا أنفسهم وامنوا بقدراتهم وبفضل الله حققوا كل أحلامهم.


من هنا يتضح لنا ان إيمانك بحلمك هو ذخيرتك وقوتك لتحقيقه حتى لو لم يشعر من حولك بتقدمك المؤثر والواضح إلا أنك ستشعر بداخل نفسك أنك تتقدم في تحقيق حلمك إلي ان يظهر بأكمله إلي النور.


تأكد من داخلك انك تتقدم في طريق تحقيق أحلامك .. المثل الأمريكي يقول "ببطء لكن بثقة" ...


والآن بعد أن عرفت ان الاهداف هي الاحلام بمعياد نهائي .. تقدم وتشجع واستعن بالله لتشحذ كل أحلامك إلي أهداف وتحققها في الواقع .. أنت وحدك صانعها وأنت وحدك مخرجها للنور بإذن الله






اكتب اهدافك .. كتابة الأهداف علي الورق يعطيها قوة .. احضر ورقة وقلم وسطر عليها مستقبلك.. يقول " والت ديزني"كل ما تستطيع أن تحلم به تستطيع إنجازه.

انتبه لأحاسيسك.. إنها تنتشر!

http://i49.tinypic.com/2el5rwk.jpg


للدكتور إبراهيم الفقي

الأحاسيس تنتقل
أعلنت المضيفة أن الطائرة ستتأخر ثلاث ساعات، فتضايق الناس من هذه المضيفة مع أنها ليست هي التي أخّرت الطائرة، فليست هي التي تقودها!

والسبب في ذلك هو أنها هي التي أعلنت، والأحاسيس تنتقل، ولذلك تجد هؤلاء الذين تأخّرت عليهم الطائرة جالسين في ضيق شديد، وعندما يسأل النادل أحداً: هل تريد ان تشرب شيئاً يا سيدي؟ فيرد عليه قائلاً: لا!

وقد يكون الإنسان قد تشاجر في بيته مع زوجته، ثم يذهب إلى عمله فيخرج هذا الغضب في صورة ضيق من العمال وشدّ وجذب معهم، فما السبب؟ السبب هو أن الأحاسيس تنتقل. وقد يكون الإنسان متضايقاً بسبب شيء ما حدث له في العمل فيعود إلى البيت غاضباً ويخرج هذا الغضب في صورة ضرب لاولاده مثلاً. فما ذنبهم؟

السبب هو أن الاحاسيس تنتقل:
هذه المعلومات كانت موجودة من قبل عند بعض العلماء، مختفية لا يبيّنها للناس أحد، فكان لا بد من نقلها إليهم حتى يعرفوا كيف تتكون أحاسيسهم، وكيف يمكنهم أن يتحكّموا فيها، ويعرفوا أن الإنسان إذا غيّر تركيبة تجربة فالنتيجة تكون تغيّر هذه التجربة.

لكل تجربة تركيبة مكوّنة بالحواس الخمس توضع في مكان معين في المخ، وتسمّى الملفّات العقليّة، وإذا حدث تغيير في التركيبة يحدث تغيير في التجربة.

ومعنى ذلك هو أنّني إذا غيّرت تركيبة أفكار تسبّبت في أحاسيس سلبية إلى أفكار ينتج عنها أحاسيس إيجابية تتغير التجربة، وعندما يعود إليها المخ مرة أخرى يجد أنّها قد تحوّلت إلى مهارة، إلى قدرات. وما دامت قد تحوّلت إلى مهارة فإن العقل العاطفيّ يرتاح وكذلك العقل التحليليّ.

عندما تغضب يشتعل العقل العاطفي، وهذا العقل يشتمل على طاقة ولا يشتمل على معلومات، ففيه الطاقة الجسمانية والطاقة الجنسية..إلخ.

فهو يعطي كل هذه الطاقة التي يتحرّك بها الإنسان إلى العقل التحليليّ فيحوّلها إلى إنتاج بشريّ متزن، ولولا هذا العقل التحليليّ لكنّا مثل الحيوانات.

فالعقل العاطفيّ عنده القدرة على الأخذ من كل الطاقات الموجودة داخل الجسم سواء أكانت طاقة ذهنية أو روحانية... حتى يحميك من أي شيئ أو من أي شخص اختلف في الراي معك –مثلاً- أو قال لك لا.

من ضمن القصص التي اكتشفتها في بدايات عملي ومن أول الأشياء التي كنت أريد انا اقوم بها أنا شخصياً مع نفسي حتى أنجح أن أتحكّم في أحاسيسي. لأنني رأيت الناس بمجرد أن يتعصبوا ويغضبوا لا يستطيعون التفكير، وينطقون بألفاظ غير مفهومة، ولو نظروا إلى أشكالهم وهم على هذه الحالة لما تعصبوا ابداً.

إن تحكمت بأحاسيسك تستطيع أن تتحكم في حياتك
إذاً يعني ذلك أن من واجبنا أن ندرّب أحاسيسنا ونقرّر بماذا نحسّ، وعلينا أن لا نجعل العالم الخارجيّ يتحكّم بأحاسيسنا

عجيب ولكنّه الواقع!
من الممكن أن تخرج مع صديق لك لكي تقضيا وقتاً طيباً معاً، ولكن بعد ذهابكما اختلفتما في الرأي فتركته وأنت متضايق منه لأنه هو الذي تسبب في هذا الوقت الضائع، وأنت سائر تجد أن المخ يدعمك فيلغي كل الأمور الطيبة فيه ويعمم لك كل الأمور السيئة عنه ويفتح كل الملفات العقلية عنه من الولادة حتى الآن بكل الأشياء السلبية فتصبح تريد قتله، ولكن بمجرد أن يتصل تليفونياً ويقول لك إننا صديقان، وهذا لا يصح، وإن كنت أخطأت في حقك فأنا أعتذر لك، وأنت تعلم كم أنا أحبك.. فتقول له: عندك حق، أنا المخطئ فيلغي المخ كل سلبياته ويعمم الإيجابيات عنده فتقول له: لا بد أن أراك وعندما تذهب إليه يغضبك مرةً اخرى، فتقول: أنا السبب، كان يجب أن لا اذهب إليه.. كل هذه أحاسيس.

انتبه!
يجب أن يكون إحساسك إيجابياً مهما كانت الظروف ومهما كانت التحدّيات ومهما كان المؤثر الخارجي، فأنت لا زلت حياً تتنفّس.. عندك فرصة لتقترب أكثر من الله سبحانه وتعالى.. عندك فرصة لتحسّن صحتك.. عندك فرصة لتحقّق.. عندك فرصة لتمتلك عائلة طيبة.. عندك فرصة لأن تعيش أحلامك.. فما دمت حياً في هذه الدنيا فسوف تدعمك أحاسيسك.. لا تجعل ما بداخلك يضايقك.

في عيادتي في كندا صممت بفضل الله تعالى جهازين، بحيث أجعل ذبذبات الألفا تصل إليك وتسمعني من جهة الشمال بينما أكلمك أنا من جهة اليمين، فكل شيئ موزّع لكي يذهب إلى كلّ مكان في مخّك. وهناك نظّارة تقوم بعمل ذبذبات كهرومغناطيسية تجعلك تغمض عينيك مما يسبب لك نوماً مغناطيسياً لثلاث أو أربع دقائق مما يجعلني أستطيع التعامل معك وأسألك أسئلةً وعكسها.

وعلى سبيل المثال أرسم لك دائرةً حمراء وأكتب بلون أصفر داخلها ثم أطلب منك أن تفتح عينيك واسألك ماذا ترى أمامك؟ فتقول دائرة حمراء، فأقول ولكن بداخلها كتابةً صفراء، فتقول نعم هذه كتابة باللون الأصفر ولكن هذه دائرة حمراء وهكذا لمدة دقيقة إلى أن تغضب فتقول لي: ماذا تريد إذاً؟ هي دائرة حمراء بداخلها كلام اصفر. فأقول لك: ولكنها دائرة كبيرة وحرفها صغير..

والهدف من ذلك هو أن يتدرّب المرء على أنّه مهما حدث في العالم الخارجيّ فيجب أن لا تتأثر أحاسيسه.

شخص عصبيّ:
جاءني شخص في العيادة وقال لي: يا دكتور أنا عصبي جداً وأريدك أن تساعدني حتى أتخلّص من هذه العصبية. فقلت له: إنَّ وجهك يذكّرني بشخص كان غبياً جداً.. فقال لي ماذ؟! فقلت له: إنّني أقول لك ما أحسُّ به.. وأضحك مرةً أخرى.. سبحان الله.. الغباء نفسه! وهكذا إلى أن غضب فقلت له الآن نبدا العمل. لا بد من ان أراك وأنت عصبي حتى نستطيع العمل بشكل صحيح، لا بد من معرفة الفكرة التي جعلتك تتعصّب، وماذا تعني العصبية بالنسبة لك؟ وأين ذهبت في الجسم؟ وكيف عبّرت عنها بتحرّكات جسمك وتعبيرات وجهك؟ وماذا قلت لنفسك؟
لا بد من اكتشاف هذه الأمور وأنت على الحالة نفسها.

الاثنين، 18 يناير 2010

الإنسان والبحر!!

http://i48.tinypic.com/j9801u.jpg


•:*¨`*:•. الإنسان والبحر!! .•:*¨`*:•


حينما تجلس إلى البحر بهدوء وروحانية ممزوجة بالرومانسية الحالمة ..
سوف تؤمن أنك تجلس أمام آية في الصفاء
والصدق والوضوح ..فالبحر جميل .. وأمواجه تدغدغ عواطفك ..
وتلمس أحاسيسك .. لكن ..
خلف هذا المنظر الجميل والأمواج المتلاطمه الآخاذه ..
أعماق تتنازع فيها الحياة وعالم واسع كبير ..
تتقاتل فيه الحيتان مع أسماك القرش مع الأسماك الضعيفه ..
ويأكل بعضها الآخر
إنها مسألة حياة أو موت .. إنه عالمٌ مخيف .. مرعب .


•:*¨`*:•. الإنسان والبحر!! .•:*¨`*:•


يجلس إليك بكل صفاء وهدوء .. وبوجه برئ واضح الملامح .. صافي التقاسيم ..
لكن في مكمنه .. تتصارع النفس والهوى .. وتتنازع الغرائز والشهوات
فلا أحد يعلم بما في داخله .. تماماً كالبحر ..
و البحر حينما تغوص فيه و تتجاوز عالم النوازع والاقتتال ..
سوف تصل إلى درر ولألئ و مرجان
سوف تصل إلى الصدفات و داناتها ..
سوف تلامس أنفس الأشياء والجواهر ..
إنها في أعماق البحر ..


•:*¨`*:•. الإنسان والبحر!! .•:*¨`*:•


وهكذا الإنسان .. حينما يصفو ويروق .. ويتجاوز نوازع شهواته وأحقاده ..
سوف تصل إلى جوهره ومكمنه الحقيقي ..
وهذا ما يسمونه ( المعدن الأصيل ) ..
فجميعنا .. تتصارع في دواخلنا الشهوات والأحقاد وتشوه وجوهنا الهادئة الرقيقة ..
فأحياناً لا تصبح بتلك البراءة الصادقة ..


•:*¨`*:•. الإنسان والبحر!! .•:*¨`*:•


غير أن القليل منا .. يتجاوز هذه المرحلة ليبرز جواهره و نفائسه إلى سطحه ..
وإلى تقاسيم وجهه فتجده محبوباً .. صادقاً .. خلوقاً ..
يجبرك على أن تجلس إليه لتستمتع بلآلئه ودرره ..
وهكذا هي الحياة ..


•:*¨`*:•. الإنسان والبحر!! .•:*¨`*:•


نعيش كالبحر .. ونموت وأعماقنا كأعماقه ..
لا يراها إلا من يجيد الغوص فيها كما يغوص في البحر ..

كيف تتعلم فن الحوار؟

http://i50.tinypic.com/rbjgcw.jpg


الحوار هو أعلى المهارات الاجتماعية قيمةً، وتُعرَف قيمة الشيء بمعرفة قيمة المنسوب إليهم. والحوار هو عمل الأنبياء، والعلماء، والمفكرين، وقادة السياسة، ورجال الأعمال، والمربين، وهو أساس لنجاح الأب مع إبنة، والزوج مع زوجه، والصديق مع أخيه، والأمة الناهضة هي الأمة التي تشيع فيها ثقافة الحوار بين أبنائها، وكلما ابتعدت الأمة عن فتح آفاق الحوار عانت من الأمراض الاجتماعية ( التسلط، الذل، الكذب، المخادعة .. الخ).
وكلما ابتعد الفرد عن التعبير عن الذات بالحوار السليم عانى من العقد النفسية والاضطرابات.


كيف تتعلم فن الحوار:
المحاولة والخطأ: وهي طريقة أكثر شيوعاً، وأطولها وقتاً، وتعرضك لمخاطر أن تجرب طرقاً غير سوية ثم تكتشف خطأها، ولكنها أساسية في تكوين الخبرة الإنسانية.
التعلم من خلال النموذج: بالبحث عن المتميزين في مهارات الحوار، ومراقبة سلوكهم بدقة، ومحاولة تقليده. سواء كان هؤلاء أشخاصاً تراهم حولك أو تشاهدهم في وسائل الإعلام، أو تقرأ عن حياتهم في الكتب.


صور سيئة في الحوار:
حوار التعجيز: طلب السلبيات في الآخر.
الجدل البيزنطي: محاولة التفوق على الخصم بأي وسيلة.
حوار الاستكبار " أعلى – أدنى ": وهو حوار قائم على تسلط طرف على طرف، (آمر ومستجيب). ومنه قول فرعون: ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد.
حوار الذل " أدنى أعلى ": ويقوم فيه الطرف الأدنى بتملق الأعلى بصورة تفقد كلا الطرفين كرامتهما الإنسانية.
الحوار السطحي: كلمني .. ولكن لا تلمس العمق.
الحوار الإقصائي: أتحاور معك، وأنا موقن أنك خطأ.. ولكني أحاول إفهامك .. ولست مستعداً لأن تُفهِمني شيئاً لأنني أفهم كل شيء !!
حوار البرج العاجي " حين يتحاور المثقفون بعيداً عن واقع الحياة ": الحوار الأكاديمي في البلاد العربية، رسائل الماجستير والدكتوراه، والأبحاث.


مبادئ الحوار الإيجابي:
للحوار الإيجابي عدة صفات منها أنه:
• موضوعي: يهتم بالموضوع وليس الشخص.
• واقعي: يبحث في الوقائع قبل أن يقفز إلى تأويلها.
• متفائل: لا يفترض سوء الظن، ويتلمس الأفضل.
• صادق: لا يخادع ولا يكذب .
• متكافئ الطرفين: يحترم فيه كل طرف الطرف الآخر ولا يستعلي عليه.
• يفتح باب المحبة، ويقلل من مساحة الخلاف.
• ليكن منطلقك في كل حوار: البحث عن الحق لأتباعه .
• لابد لكل حوار من مرجعية، وإلا تحول إلى جدال مذموم.
• ابدأ في كل حوار بالمساحة المشتركة بينك وبين الآخر، ولا تقفز إلى المختلف فيه أولاً.
• اعتمد مبدأ النسبية.